اليمن وخاشقجي والتطبيع

يبدو أن العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة تمرّ بمرحلة صعبة في بداية عهد الإدارة الجديدة بعدما استنزفت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب خزائن المملكة بصفقات تجاوزت قيمتها 500 مليار دولار، إذ أن موقف واشنطن الجديد من الحرب السعودية على اليمن ورفع السرية عن ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول يطغيان اليوم على ما عداهما من مواضيع سياسية تشتغل عليها الإدارة الأميركية.

صحيح أن العنوان الأبرز لموقف الإدارة الأميركية من هذين الملفين اللذين تغرق فيهما العائلة المالكة كما تقول واشنطن هو ملف (حقوق الإنسان)، إلا أن الأهداف السياسية التي تكمن خلف هذه العناوين لا تخفى على أحد، فوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم يخفِ أن ما فعلته إدارته من إجراءات لا يهدف إلى قطع العلاقة مع السعودية وإنما لإعادة تقويمها، لتكون أكثر انسجاماً مع (المصالح الأميركية).
حديث بلينكن عن (المصالح الأميركية) يكشف بوضوح المسار الذي تتحرك واشنطن بموجبه في العالم، وهذه المصالح في المنطقة العربية ليست بالضرورة مصالح الشعب الأميركي، بل ينبغي أن يتبادر إلى أذهاننا هنا (المصالح الإسرائيلية) وهي المرادف الأقرب لكلمة (المصالح الأميركية)، وبالتالي استخدام واشنطن لملفي (الحرب السعودية على اليمن وخاشقجي) لرفع السرية ربما عن دور المملكة في التطبيع مع (إسرائيل) أو الوقوف علناً في طابور المطبعين الذي يزداد عدده يومياً.
فالدعم الأميركي للسعودية على الصعيد العسكري وتغاضي الإدارات الأميركية المتعاقبة عن ملف انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة لم يكن يتناقض مع المصالح الأميركية على مدى عقود، وهو لن يتناقض اليوم، طالما كانت أبواب خزائن المال مفتوحة على مصراعيها للسيد الأميركي وهي كذلك حتى لو تم استنزافها في عهد ترامب، لكن يبدو أن المرحلة الحالية تتطلب من الرياض مواقف أكبر من أن تقدر على إعلانها دون هذه الضغوط.
لذلك كان الضغط مع أول كلمة للرئيس الأميركي الجديد ومن بوابة اليمن بالتحديد التي تغرق الرياض في رمالها وتتدحرج على وعورة جبالها، ليكون معيار الضغط في أعلاه عندما يربط تقرير الاستخبارات الأميركية بين مقتل خاشقجي واسم ولي العهد الذي يحضر نفسه لتولي مقاليد العرش الذي يديره فعلياً مع الوضع الصحي لوالده الملك سلمان.
لن نستغرب أن تعلن الرياض في الأيام المقبلة وقوفها في (طابور التطبيع) مع العدو الإسرائيلي وهي التي روجت ودعمت بكل قوة مشروع (صفقة القرن) التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب، فهذا جلّ ما يستطيع أن يفعله حكام المملكة للاحتفاظ بعرشهم، بعد أن استنزفوا بلدهم في اليمن وفي صفقات شراء السلاح الأميركي.

إضاءات – عبد الرحيم أحمد

 

آخر الأخبار
تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   هاجس ارتفاع الأسعار.. يقض مضجع زيادة رواتب مجزية وغير تضخمية سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً    أوساط عربية ودولية تؤكد دعم وحدة سوريا وتبشّر بانفتاح شامل   تحقيق لـ "بي بي سي" يكشف عن شبكات منظمة وراء التحريض الإلكتروني في سوريا القوات الأردنية تُعلن إحباط تهريب شحنة مخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا "أناضولو جيت" تبدأ أولى رحلاتها المباشرة من اسطنبول إلى دمشق كيف نكسب صغارنا بمعاملة مثلى؟ مطالب بإحداث أمانة في طفس.. الشؤون المدنية بدرعا تستأنف تقديم خدماتها معايير لتنظيم رحلات "العمرة" بين "الأوقاف والسياحة" السرقة عند الأطفال.. سلوك مقلق لكنه قابل للعلاج المصرف الصناعي يفتح الباب واسعاً أمام المشاريع الإنتاجية  المشاريع الصغيرة تحت مظلة منح القروض     بين القمح والجفاف.. الأمن الغذائي في سوريا بالخط الأحمر.. ما المطلوب حكومياً؟ مواجهة للجفاف.. الخبير البني يطالب الحكومة بإعلان حالة طوارئ استثنائية  أمازون تنشر روبوتها المليون.. وتُطلق نموذج ذكاء اصطناعي