يتماهى العدوان الإسرائيلي على محيط دمشق مع العدوان الأميركي الذي استهدف دير الزور منذ أيام، سواء بالأهداف أو بالتوقيت، ويبدو أن إدارة جو بايدن أسفرت عن وجهها الصهيوني، وذابت المساحيق عن سحنتها بعد أسابيع فقط من تسلمها رئاسة الولايات المتحدة، والتي حاولت أن تتلطى خلفها، وتوهم العالم بأنها ستنتهج سياسة جديدة مختلفة عن سياسات ترامب الهوجاء.
فتدوير تنظيم “داعش” المتطرف، وإعادة إنتاج التنظيمات المتطرفة التي تنشر الإرهاب والفوضى الهدامة في سورية والمنطقة برمتها، بات الهدف الأول لإدارة بايدن وللكيان الإسرائيلي على حد سواء بعد فشل مخططاتهما الاستعمارية، وقد جاء عدوانهما ليؤكد محاولتهما إنقاذ تنظيماتهما الإرهابية، ومحاولة عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في تحرير أرضه والقضاء على الإرهاب.
كما جاء عدوانهما لإبعاد الأنظار عن احتلال قوات أميركا الغازية للأراضي السورية وعن جريمتها في سرقة النفط وبناء القواعد العسكرية الجديدة في اليعربية والمالكية وبمحيط حقل العمر النفطي، وعن عربدة الكيان الصهيوني في المنطقة برمتها.
أما في التوقيت، الذي يتزامن مع بدء إدارة بايدن عملها في البيت الأبيض، فإن هدف العدوان الأميركي ومن بعده الصهيوني واحد، وملخصه أن إستراتيجية أميركا وكيانها الغاصب بدعم الإرهاب والمضي بالاحتلال لن تتبدل في عهد بايدن، وأن مخططات إطالة أمد الحرب العدوانية على سورية لأطول فترة ممكنة وعرقلة الوصول إلى أي حل سياسي ستظل على طاولة المكتب البيضاوي.
هذه الأهداف بمجملها، تؤشر إلى ملامح وعناوين السياسية الأميركية والصهيونية للمرحلة المقبلة التي تكرس إستراتيجية الإرهاب والعدوان التي تمتهنها أميركا والكيان الغاصب، وهي امتداد للتصعيد الإرهابي في المنطقة برمتها وحصارها واختراع الأزمات لشن المزيد من الحروب على أراضيها خدمة لمخططاتهم الاستعمارية.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة