الثورة اون لاين – ميساء الجردي – عادل عبد الله:
بعد أن أعلنت سورية للمرة الأولى خالية من شلل الأطفال عام 1995 ، يعود المرض عام 2013 عبر إصابات بفيروس بري باكستاني المنشأ حملته المجموعات الإرهابية المسلحة، وعليه أطلقت وزارة الصحة السورية سلسلة من حملات التلقيح الوطنية لقطع سراية الفيروس، وفي نهاية عام 2018 أعلنت منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية خلو سورية من شلل الأطفال ووصفه بالانتصار للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي.
اليوم تتابع وزارة الصحة حملاتها الوطنية للتلقيح ضد شللك الأطفال لعام 2021 والتي ستبدأ يوم الأحد بتاريخ 7/3 عبر المراكز الصحية والفرق الجوالة ومراكز الإقامة المؤقتة لتستمر حتى تاريخ 11 آذار. وقد أكد الدكتور فادي قسيس مدير الرعاية الصحية الأولية في الوزارة على أهمية الالتزام بأخذ اللقاح والذي يعتبر من الحملات الوقائية ضد شلل الأطفال، الأمر الذي يدل على قوة القطاع الصحي في الحماية المجتمعية انطلاقا من أن كلفة الوقاية أقل بكثير من كلفة العلاج، وإصابة أي طفل قد تشكل عامل خطورة لأكثر من 200 شخص في محيطه.
وبين الدكتور قسيس خلال ورشة عمل خاصة بالإعلاميين حول حملة التلقيح الوطنية التي سيتم اطلاقها بعد يومين أن الاستجابة المناعية للقاح شلل الأطفال لا تعطل أو تؤثر على استجابة الجهاز المناعي تجاه كوفيد 19، والحملة تستهدف الأطفال من عمر يوم حتى خمس سنوات بغض النظر عن اللقاحات السابقة. ويمكن لأي طفل أخذ اللقاح حتى لو كان يتناول أدوية التهاب أو لديه سعال خفيف إذ لا تمنع الأعراض الشائعة مثل الرشح أو الإسهال أو ارتفاع الحرارة البسيط من التلقيح.
وأوضح مدير الرعاية الأولية أن الحملة تستهدف 2.8 مليون طفل من مختلف المحافظات السورية ومن المتوقع الوصول إلى 2.4 مليون طفل نظرا للظروف الصعبة في بعض المناطق، لافتا إلى وجود 1073 مركزا صحيا لخدمة هذه الحملة و2437 فريقا جوالا، وهناك أكثر من عشرة آلاف عامل صحي، و750 مشرف و130 عنصر امداد. والجميع على استعداد كامل لتقديم الخدمات المتعلقة باللقاح ضمن القواعد الصحية المتعلقة بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.
وكان قد أكد قسيس في حديثه مع الإعلاميين أن اللقاح آمن ومجاني وموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية كما أن الاستجابة المناعية للقاحات لا تعطل أو تؤثر على استجابة الجهاز المناعي للأطفال تجاه فيروس كورونا، مشيرا إلى جملة من الرسائل المطلوب ايصالها للأهالي خلال فترة الحملة ومنها الحماية من الشائعات وتقديم الفكرة الصحيحة للمواطنين وأهمية اصطحاب البطاقة الصحية الخاصة باللقاحات في حال توفرها، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا ولا سيما أثناء أخذ الأطفال إلى المراكز الصحية أو خلال التلقيح مع التشديد على ارتداء الكمامة والتباعد المكاني.
تناول المشاركون في الورشة جملة من الطرق الإعلامية التي يمكن استخدامها لإيصال المعلومات للمتلقي وكيفية التخفيف من الشائعات والهواجس التي تخيف الأهل من حملات التلقيح والاهتمام بالتباعد المكاني والنظافة. اضافة لوضع مقترحات حول تطوير الرسائل الإعلامية الخاصة بالبرنامج.