الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
لأول مرة في حمص تقدم فرقة جلنار للمسرح الراقص عرضها الراقص والمؤلف من 15 لوحة شارك فيها 30 راقصاً وراقصة. تجول بداية العرض رئيس الفرقة علي حمدان من خلال اللوحات المقدمة بين المحافظات السورية ليبدأ رحلة العرض من اللاذقية والبحر الأزرق متلاطم الأمواج يزين جيدها بينما تخرج الفتيات بالزي الأبيض وكأنهن نوارس تحط رحالها على الشاطئ ويتمايلن بزهو ويدخل الشبان بزي البحارة يرمون شباكهم في المياه ويصطادون الأسماك كان العرض على خشبة مسرح قصر الثقافة.
بينما تنتقل اللوحات إلى الشام بشوارعها وحاراتها أزقتها العتيقة وأسواقها سوق الحميدية والبزورية ومآذن الأموي ترفع يديها للسماء وتراثها العريق لتوحي اللوحة بأنها تفتح ذراعيها لاستقبال كل ضيوفها بكرم ومحبة وتتوالى اللوحات إلى حلب وقلعتها الراسخة ولياليها العابقة بالفن ثم تتنقل اللوحات إلى الجزيرة العربية ونهر الفرات لتدق مهابيج القهوة ويختم العرض بلوحة صوفيه جميلة ثم تعود اللوحات الأخرى للعتابا والدلعونا لتختمها بحمص أم الحجارة السود وعاصيها.
لم يكتف رئيس الفرقة بالاعتناء بالملابس وألوانها الزاهية تارة والسوداء في أخرى حسب طبيعة العرض بل كان للإضاءة دور حيث تم توظيفها حسب اللوحات المقدمة لتعكس على أرض المسرح أثناء العرض وكأنها خيط شفيف انتصب من أرضيته إلى أعلى السقف فكانت متناغمة بالأبيض فالبرتقالي والأصفر ترافقها موسيقا جميلة بنغمات طرقت آذان الحضور بحنو ليسود صمت مطبق.
رئيس الفرقة علي حمدان اعتلى بداية العرض المسرح حيث تحدث لجمهور الحضور بأنه يقف للمرة الأولى للفرقة على خشبة مسرح قصر الثقافة الحمصي ويقدم توليفة خاصة في واسطة العقد منذ تأسيسها حيث مضى عليها عقدين ونيف (23 عاماً) وقد عبر عن عشق أعضاء الفرقة للمدينة باعتبارها تضم كوادر من كل المحافظات السورية ولديه مجموعة أعضاء الفرقة من حمص واعتبر مشاركتهم لتقديم عرض خاص فيها لفتة من مديرية المسارح والموسيقا.
حمدان أشار في حديث للإعلاميين بأنه قدم عرضاً عن سورية ذات تاريخ يمتد لآلاف السنين ويشير من خلاله لحضارتها الموجودة على أرضها بأنها ليست وليدة اللحظة ولا تنسب لشخص بذاته بل عبارة عن حضارة تراكمية لأناس تواجدوا على أرضها بنوا فأحسنوا البناء لتظهر في أوابدها وحضارتها وثقافتها العريقة وبنوا الإنسان وما زلنا بحاجة له كي نبنيه منوهاً بأن الانتماء والثقافة لها علاقة ببناء الإنسان فكلما حرصنا على بنية الثقافة والانتماء لها نستطيع تحصين أنفسنا من كثير من القضايا. خاتماً حديثه عن غنى سورية بالتراث والفلكلور وبأنها تضم مخزوناً إلهياً متنوعاً من خلال البحر والسهل والصحراء والجبل فخلق تنوعاً بالعادات والتقاليد والموسيقا والأزياء وتختزن حضارة إنسانية وإرثاً الإنساني نمتلكه.