الثورة أون لاين – ريم صالح:
ماذا قدم الاتحاد الأوروبي للسوريين على مدار سنوات الأزمة كلها؟!، ألم تكن دموعه التي ذرفها ولا يزال على المنابر الأممية، وتباكيه المزيف على السوريين لما يعانونه جراء شراكته في الحرب الإرهابية الكونية التي تشن عليهم، مجرد دموع تماسيح لا أكثر ولا أقل؟!، ألم يعقد مسؤولو هذا الاتحاد العديد من الاجتماعات تحت مسميات إنسانية زائفة، وتعهدوا بتقديم المنح، والمساعدات، وملايين الدولارات للشعب السوري، فيما كانت هذه الأموال تشحن حصرياً للإرهابيين، ولقتلة السوريين التكفيريين، ولعوائلهم، وتقدم لكل ما من شأنه تأمين مستلزمات بقاء أولئك الإرهابيين على الأرض لأطول فترة ممكنة؟!.
وإذا كان الاتحاد الأوروبي حريصاً جدياً على السوريين، فلماذا فرض عقوباته القسرية الجائرة عليهم؟!، لماذا حاربهم بلقمة عيشهم، وبحليب أطفالهم؟!، لماذا استثمر بمعاناتهم، وتاجر بدمائهم؟!، لماذا لم يحتكم إلى ضميره، وهو الميت على ما يبدو، وينفض عن نفسه عباءة التبعية والانقياد الأعمى لنظام الإرهاب والبلطجة الأميركي؟!.
البريطاني والفرنسي والألماني وكثير من أمثالهم الأوروبيين والغربيين، لم يختلفوا عن إرهابيي الخنادق والجحور في شيء على الإطلاق، والمؤكد لنا جميعاً أنه كان لكل منهم دور ومهمة قذرة في كل مرحلة من مراحل الحرب الإرهابية، لدرجة يمكن أن ننعتهم هم أيضاً بقتلة السوريين، فبحسب ما يمليه علينا المنطق فإن من يدعم الإرهابيين في سورية، هو إرهابي أيضاً، بل يمكننا أن نقول إنه عراب الإرهاب، ومن يمول، ويسلح، ويدرب التكفيريين في غرف ظلامية، ويرسل كبار ضباطه وعسكرييه إلى الأراضي السورية، ليتولوا مهمة قتل الشعب السوري، وسفك دمه، فهو مجرم حرب، ومن يساوم السوريين على قوت يومهم، ويحاصرهم بمأكلهم ومشربهم وأدويتهم وحليب رضعهم، فهو مجرم ضد الإنسانية، وتجرمه جميع الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية.
منفصل عن الواقع، هو خير ما يمكن أن نقوله عن الاتحاد الأوروبي، فهو لا يزال يتعامل مع ما يجري في سورية بمنظوره المريض والضيق على حد سواء، يستمر بإصدار بيانات الأوهام، ويسرح طويلاً في أحلامه التي سرعان ما ستنقلب عليه ما بين ليلة وضحاها إلى كوابيس مرعبة، ستؤرقه حتماً، فالسوريون وحدهم أصحاب الأرض، وأصحاب القرار، وقرارهم كان وسيبقى سيادياً مستقلاً، وكل الزوبعات التي يفتعلها هذا الاتحاد سترتد عليه وبالاً عاجلاً أم آجلاً.
لا نستغرب على الإطلاق كل ما يتفوه به مسؤولو الاتحاد الأوروبي من مزاعم كاذبة، ولا كل ما يصدر عنهم من بيانات حاقدة، فهم أحفاد المستعمرين القدامى، ويسيرون بالتالي على خطى أجدادهم، وبناء عليه يمكننا الجزم بأن الاتحاد الأوروبي كمؤسسة أوروبية، أو “داعش” أو “النصرة” أو أي تنظيم إرهابي هم مجرد تشكيلات دموية إقصائية نهبوية عدوانية تستهدف السوريين في أمنهم، واستقرارهم، وقوت يومهم، وتستبح دمائهم، بل أدوات تخدم مصالح الأميركي، وتسير وفق إملاءاته، وتنفذ أجنداته دون زيادة أو نقصان.
الاتحاد الأوروبي بتصريحاته الأخيرة أدان نفسه بنفسه، وعلى الصعيد المحلي السوري فإنه فقد شرعيته ومصداقيته، وهذا ليس الآن فحسب بل منذ أمد بعيد، ولن يكون له مهما افتعل من شراك، وأثار من قلاقل، أي خبز على أراضينا، وعقوباته الجائرة لن تزيدنا إلا صموداً، ومن لفظه السوريون محال أن يعود إلى أراضيهم وإن تنكر بألف قناع.