أول الكلام .. زهايمر ثقافي

 

الملحق الثقافي: هفاف ميهوب 

لطالما تساءلتْ: لماذا كلّما انشغلنا بحالِ الثقافة والمثقف، اصطدمنا بواقعٍ يجعلنا نشعر بأنه أشبهُ بمريضِ زهايمر، لا جدوى منه وإن حاولنا، فقد توازنه وإدراكه وتركيزه ومعرفته…
فقدهما، وبات بحاجةٍ إلى معجزةٍ لاستردادِ عافية عقله، ولردِّه إلى جدواه بعد أن توارى أو تهاوى، فعجز عن استنطاقِ ما يؤكّد جودة واتِّزان تفكيره ووعيه.
حتماً، هي حالة تُسبب لنا الكثير من الألم، ولاسيما ونحن نشعر بعجزنا عن إيقافِ الانتكاسات التي توالت ومازالت، ترهق حياتنا الثقافية، بل الخيبات التي تفاقمت إلى أن باتت تقودنا إلى المزيد من التيهِ والانفصام، بل إلى القاع الذي أريد لنا أن نكون فيه مفرّغين، وبذاكرةٍ هشّة ولا تشعر بالدهشة، إلا أمام الاكتشافات والمعارك والفتوحات الرقمية.
لاشكّ أنه أمرٌ في غاية الخطورة، ويحتاج منّا وعياً يجعلنا نتلمّس واقعنا وموقعنا.. الواقع المُرهِقُ والمُرهَقُ، والموقع الذي يجب أن نكون الرواد فيه، لا المنقادين مهمّشين إليه، والذي علينا ونحن في طريقنا لترصيعه بمعارفنا، أن نجيب عن التساؤلِ الذي يلحّ على فضولنا ومعرفتنا:
«لماذا آلَ حالنا وحال ثقافتنا وفكرنا ومجتمعنا، إلى هذا المآل المرعب في سلبيّته وتشابه سطحيّته»؟!!!. ولماذا أصبحنا سلبيِّين وغير منجذبين، إلى مكامن النور الذي نحتاجه ينقذنا، في زمنِ العتمة المتغوّلة بفعلِ هيمنة أشباهِ ومن شبّه لهم، بأنهم من المثقّفين؟!.
أسئلة برسمِ العقلِ الذي لا تتوقف أفكاره عن تقديم الإشعاعات الحكيمة، وبرسمِ كلّ الجهات التي تجتهد دون أن تبتعد، عن واجبها وسعيها اللامتناهي، لتقديم كلّ ما من شأنه أن يعيد للثقافة دورها، ومكانتها العظيمة.
أعتقد، أنه برسم كلّ إنسان، غادر الفضاء العقلي، ودخل في فضاءاتٍ تذهله لكن لا تعقّله، بل تدعهُ يعاركُ «زهايمر» تيههِ الفكري والمعرفي والثقافي.

mayhoubh@gmail.com

التاريخ: الثلاثاء16-3-2021

رقم العدد :1037

 

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة