يد الحوار.. وذراع الإرهاب

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:

لن ندخل في متاهة الحديث عن عودة العقدة في المؤتمر الدولي إلى نقطة البداية، حيث المعوقات التي حالت دون انعقاده في الماضي هي ذاتها التي تُهدد بتأجيله، وربما ما هو أبعد من ذلك بكثير،
حيث مشاهد الخلط المسبقة التي تتبارز مع خطوات المبعوث الدولي في نهاية تطوافه الإقليمي، والتي لا تقتصر على حدود المهمة، وإنما تمتد لتصل مفاعيل الرسائل التي تسبق محطته الإقليمية الأخيرة.‏

فقد يكون الفارق أن ما كان يُضمر من نيات طفا اليوم على السطح، وما كان يُشار إليه مواربة بات واضحاً صريحاً لا يحتمل تأويلاً ولا تأجيلاً، وما كان استنتاجاً أو مبنياً على تفسيرات أصبح وقائع ومعطيات على الأرض.‏

.. وربما يكون أيضا أن من كان يدعي ويلفق ويفبرك قد أُسقط في يده، وجاءت ساعة الاستحقاق التي تقتضي الحسم النهائي في المواقف، رغم ما شابها من تباينات في عملية التوصيف والتحديد والتدقيق في فصولها ومعانيها وعمليات الالتفاف والخروج على النصوص المنسقة مسبقاً. ويبقى الفارق الأهم أن ما كان يصلح في ذلك الحين قد لا يكون صالحاً الآن، ومن كان يُعتدُّ به ليكون طرفاً في حوار لم يعد مُهيّاً لذلك، خصوصاً حين يتولى إدارة أذرع الإرهاب أو يشارك وكالة أو أصالة في ادارتها يدير ذراع الإرهاب.‏

المبعوث الدولي الذي جاب بقاع المنطقة غرباً وشرقاً، واستفاض في التعرف على تعرجات الممرات في العواصم العالمية، يواجه ما كان يواجهه منذ اللحظة التي بدأ فيها مهمته، والمعضلة التي حالت دون أن يتمكن من الدفع بطاولة جنيف هي التي ربما دفعت بوزير الخارجية الروسي إلى أن يطلب منه دوراً محدداً وهو توحيد المعارضة.‏

نقطة الاستفهام لا تتوقف عند حدود هل تمكن من ذلك؟ وهي ليست صعبة المنال، حيث يمكن الحصول على الإجابة من خلال المعطيات المتداولة أو التصريحات المتزاحمة هذه الأيام، لكنها قد تؤطر لما بعدها، خصوصاً حين تحكم بالضرورة آفاق الخطوات اللاحقة وما يترتب عليها، وإن كانت إشارات استفهام عديدة ترتسم حول المقاربات التي يقدمها المبعوث الدولي وتثير الكثير من الشكوك والريبة في النيات التي يحملها، وإلى أي حد استطاع أن يتخلص مما علق بها من الصورة الافتراضية التي كان يقدمها!!‏

فالاختبار ليس في مقدراته الدبلوماسية التي تواجه مأزقاً فعلياً لا يكتفي برسم الكثير من المفارقات على جدول أعماله ورحلاته المكوكية في كل الاتجاهات، بل في خياراته واختياراته واللقاءات التي يجريها، خصوصاً ما ارتبط منها مباشرة أو وكالة مع المسلحين والإرهابيين وقنوات التواصل التي تثير الشهية للريبة في دوره.‏

على المقلب الآخر، يقف الإبراهيمي مرة أخرى أمام مرارة الاختيار بين دوره كوسيط وبين أهوائه الشخصية التي يحاكي من خلالها رسائل الغرب الكامنة في تفاصيل وساطة افتقدت في الماضي لحياديتها، وتآكلت بفعل انحيازها غير المبرر، والتعويل المفصلي اليوم هل استطاع أن يخرجها هذه المرة معافاة سليمة سياسياً ومهنياً.‏

مايدفع إلى التساؤل هو الخطواط الموازية والمتشابكة مع المهمة والتي تترافق مع خلط لا يخفى على أحد بين دور الوساطة وبين ما يسمح له هذا الدور من استطالات في اللقاءات التي أجراها، وهل اللقاء مع الإرهابيين ممن ارتكبوا مجازر التوحش الأخيرة باعتراف الإرهابيين أنفسهم هو جزء من دوره ذاك؟ وهل هذا يدخل في مهامه الموكلة إليه؟ أم هي واحدة من الإضافات الجانبية التي تحولت إلى أساسية في إطار التعويم لأولئك الإرهابيين؟‏

هي اسئلة يبدو أن على الإبراهيمي الإجابة عليها مسبقاً، وقد تكون قاصمة لما سبقها وحاسمة فيما سيأتي بعدها، باعتبارها عتبة للفصل وربما للمكاشفة بين يد تمتد وتدعو للحوار وذراع أو أذرع تتغلغل لتدوير زوايا الإرهاب!!‏

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل