ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
بالتوازي مع المسار السياسي والتحضيرات الدولية القائمة بعد التفاهم الروسي الأمريكي على ضرورة حل سياسي للأزمة في سورية، تقوم الأمم المتحدة وعبر منظمة الأسكوا هذه المرة بتجريب المسار الاقتصادي مدخلاً مناسباً وربما موازياً أو يسبق المسار السياسي.
فقد عدلت منظمة الأسكوا من لهجتها تجاه ما يحدث في سورية وأعادت الأمور إلى نصابها في آلية التعامل المباشر والرسمي مع الدولة السورية والتركيز على اقتصار دورها على العمل البحثي الفكري وتقديم الخيارات للسوريين وليس فرض شروط.
جاء ذلك من خلال انطلاق أعمال مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية لتقييم الاحتياجات في بيروت يوم أمس والذي يناقش على مدى ثلاثة أيام محاور مهمة من خلال ثلاث مجموعات عمل تتحدث عن الحوكمة وبناء المؤسسات والانتعاش الاقتصادي والمصالحة والتماسك الاجتماعي، وأهم ما في الأمر أن المشاركين تداولوا المبادئ العامة لإنجاز تلك الأجندة تحت سقف مبادئ الأمم المتحدة التي تؤكد على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادة الدول وهي مبادئ لطالما خرقتها الأمم المتحدة ذاتها وكذلك المنظمات التابعة لها…. والأسكوا واحدة منها عندما كانت تقدم تقارير منحازة وتتعامل مع أطراف غير الجهات الرسمية.
فهل نعتبر ما تقوم به الأسكوا في هذا الاجتماع مقدمة لتصويب مسارها؟!… نأمل ذلك.