الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
التدمير الغربي الإرهابي الممنهج لمنجزات السوريين لم يتوقف عند تدمير بناهم التحتية من منشآت ومصانع ومستشفيات ومدارس وطرق وجسور وغيرها، وإنما وصل لحد محاولة استهداف الحضارة العريقة لسورية، وأوابدها التاريخية وسرقة كنوزها الأثرية، وهو ما تمارسه قوات الاحتلالين الأميركي والتركي، والأذرع والتنظيمات الإرهابية التي يديرها نظاما الإرهاب الأميركي والتركي، حيث تتعرض المواقع الأثرية لجرائم النهب والسرقة والتهريب، إضافة لعمليات التشويه المتعمدة التي تخلفها عمليات التنقيب المتواصلة للعثور على الكنوز الأثرية بقصد تهريبها للخارج.
لقد حاول الغرب أن يستغل أولئك الإرهابيين الذي زرع فيهم الفكر المتطرف والمتخم بأجندات عدوانية دموية وعنصرية، وأن يستثمرهم لمواصلة عمليات تخريب الذاكرة الحضارية والثقافية والوطنية للسوريين ونسفها للنيل من سورية وموقعها الحضاري، وليس الجيو سياسي والاستراتيجي فقط، وهذا ما نلحظه من خلال جرائم التخريب المتعمدة من قبل الإرهابيين للآثار وتفجيرها وقطع رؤوس التماثيل لشخصيات أدبية وتاريخية، حتى أضحى هناك مافيات وعصابات من المرتزقة مختصة بسرقة الآثار ونهبها وتهريبها إلى تركيا وأوروبا للمتاجرة بها، فكان بيع عشرات الآلاف من القطع الأثرية واللوحات المسروقة التي تعود لآلاف السنين.
عشرات بل مئات المواقع الأثرية السورية تؤكد وتدل على هذا الإجرام والعدوان الموصوف واللصوصية هو على رأس أجندات الدول المعادية، وما تتعرض له تلك المواقع شاهد على إرهاب مرتزقة “داعش” وجبهة النصرة و” قسد” وغيرها من التنظيمات الإرهابية، في الأماكن التي يستولون عليها، ففي عفرين على سبيل المثال لا الحصر نجد الاحتلال التركي بمتزعمه اللص أردوغان لم يعمل فقط على نقل وتهريب الآثار إلى تركيا بل عمد إلى تجريف التلال الأثرية لسرقة كنوزها في محاولة لتتريك المنطقة، حتى الجامع الأموي الكبير في حلب طالته قذائف وإرهاب وتدمير الحقد الغربي والتركي، كما تعرضت آثار معلولا وكنائس عدة أخرى لهجمات تدمير وتخريب ممنهج وجرائم لا توصف بشاعتها بحق الإنسانية والحضارة والذاكرة الثقافية.
هنا لا بد من التذكر ببعض جرائم الإرهابيين التي استهدفت عدداً من المواقع الأثرية، فتنظيم داعش الإرهابي عمد بعد تمكنه من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية على تدمير أعمدتها ومعالمها الأثرية، وارتكب جريمة قتل مروعة بحق عالم الآثار والمؤرخ خالد الأسعد، الذي عمل بكل ما يستطيع لحماية الآثار كي لا يتمكن الإرهابيون من تدميرها وتخريبها وسرقتها، كما دمر إرهابيو داعش واجهة المسرح الروماني في المدينة الأثرية.
وفي الرقة عمل الإرهابيون على تفجير مقام الصحابي عمار بن ياسر، وفي إدلب قطعوا رأس تمثال الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري في معرة النعمان، وفي درعا نهبت تنظيمات التكفير والوهابية آثارا سورية أخرى من متحف بصرى، وغيرها الكثير.
هذا الإجرام الممنهج والسرقة الموصوفة التي جنى منها لصوص الحرب مئات ملايين الدولارات لم تثر القدر الكافي من الاهتمام الدولي لحمايتها واسترجاع ما سرق منها والعمل على إعادتها للدولة السورية، فكان التستر على هذا الإرهاب الموصوف السكوت وعلامة الرضا هو وصمة العار التي تعتري من يدّعون الإنسانية ويزعمون الوقوف إلى جانب السوريين، بينما عمليات سرقة حضارتهم وآثارهم تسير في الطرف المقابل دون أدنى تحرك، رغم مطالبة سورية بالوقوف إلى جانبها في هذه الحرب، ولكن العبث الدولي كان هو الطريق الذي يسير إلى جانب الأميركي والتركي والصهيوني وناهبي اقتصاد السوريين ضد الدولة السورية كأحد أجندات الاستثمار في الحرب ضد سورية لمحاولة طمس هويتها وثقافتها الفكرية وتزويرها، عبر الاستيلاء على مقدراتها التي لا تقدر بثمن، لأن من لا يملك حضارة وفكرا وثقافة لا مستقبل له وهو ما عمل عليه أردوغان والغرب وأميركا، ولكن السوريين بصمودهم مع جيشهم وقيادتهم لن يسمحوا لعتاة الحرب النيل من وجودهم وجغرافيتهم مهما نهبوا وسرقوا، فالإرادة السورية أقوى من كل الإرهاب وأدواته.
http://youtu.be/cPNel39EQlU