بايدن وترامب.. التغيير في شكل الخطاب فقط

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ينتقد علنًا سياسات دونالد ترامب الخارجية، إلا أنه يتبعها ذاتها تقريبًا ويغير سياسات ثانوية فقط، أما التغييرات فهي فقط بالخطاب وليس في السياسات، وخير مثال على هذا الفرق الخطابي، عندما يقول بايدن أنه لا يدعم الأنظمة الاستبدادية ولا غزو البلدان الضعيفة.
ولكنه في الواقع برر الغزوات الأمريكية والانقلابات والعقوبات الاقتصادية خلال العقود القليلة الماضية المفروضة من قبل النظام الأمريكي على كل من (العراق وإيران وليبيا وسورية) بحجة “حقوق الإنسان”، كما لو كان النظام الأمريكي نفسه ديمقراطيًا حقيقيًا، أو كان أفضل في مجال حقوق الإنسان، والأحداث الأخيرة خير دليل على انتهاك حقوق الإنسان وعدم وجود الديمقراطية في أمريكا.
أضف إلى ذلك، إذا كانت أمريكا ديمقراطية، فلماذا إذاً لديها عدد كبير من سكانها في السجون وبلغت نسبتهم أعلى من أي دولة أخرى على هذا الكوكب؟، وجميعهم تقريبًا من الفقراء الذين لا يستطيعون حتى تحمل تكاليف محامٍ يدافع عنهم، هل هذه هي المساواة في الحقوق بين الغني والفقير؟! كل هذا – هراء ليبرالي – أكاذيب متعجرفة بحتة من قبل النظام الأمريكي حتى يتمكن من الاستمرار في العدوان على الدول ونهب خيراتها.
وهذا النفاق مفهوم وواضح من قبل جميع حلفاء أمريكا، وهم يعلمون أنهم بحد ذاتهم أكثر استبدادًا من قادة أمريكا، نتنياهو مثلاً لا يقود “دولة” ديمقراطية بل يقود “دولة” عنصرية إجرامية، وبعض قادة المنطقة الذين يدعمون المنظمات الجهادية (كداعش وأخواتها) التي أنشأتها أمريكا.
في 23 كانون الثاني، كتب موقع Zero Hedge – الذي يرتبط بمصادر موثوقة عبر الإنترنت – عنوانًا “لقد دخلت قافلة عسكرية أمريكية كبيرة إلى سورية في اليوم الأول لرئاسة بايدن”، لم يقم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بتكثيف الغزو الأمريكي لسورية فحسب، بل إنه يستعد لزيادة سرقة النفط التي بدأها سلفه ترامب في سورية وقبلهم أوباما بمحاولة أمريكية لغزو سورية في عام 2012.
من بين المصادر التي تم ربطها في ذلك التقرير الإخباري، وكالة الأنباء الوطنية السورية سانا، (والتي أثبتت صدقها بشأن الحرب أكثر بكثير من وكالات الأنباء الأمريكية وغيرها من الوكالات المأجورة والمسيسة لصالح الولايات المتحدة وغيرها من المناهضين لسورية، لقد ثبت أن الصحافة السورية هي الأصدق من غيرها).
أفادت وكالة سانا في 21 كانون الثاني (أول يوم لبايدن كرئيس للولايات المتحدة): إن قافلة مكونة من 40 شاحنة محملة بالأسلحة والمواد اللوجستية التابعة لما يسمى بالتحالف الدولي دخلت ريف الحسكة عبر معبر الوليد الحدودي غير الشرعي مع شمال العراق، لتعزيز القواعد غير الشرعية في المنطقة، ونقلت مروحيات تابعة لما يسمى بالتحالف الدولي، خلال الأيام الماضية، معدات لوجستية وآليات عسكرية ثقيلة إلى حقل كونيكو النفطي في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بعد تحويله إلى قاعدة عسكرية لتعزيز وجوده ونهب السوريين، كان حقل النفط هذا محل تنازع شديد خلال عام 2016 بين الحكومة السورية (المالكة له) وداعش، حتى قصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما القوات السورية التي كانت تحميه، وعلى الفور تحركت قوات داعش واستولت عليه، وأصبحت تلك المنشأة النفطية على الفور المصدر الرئيسي للدخل لعملية داعش في سورية للإطاحة بالحكومة السورية.
في 18 شباط، نشرت وكالة رويترز تحت عنوان “الولايات المتحدة تقول إنها مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي” وإنها سترد بشكل إيجابي على أي دعوة من الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات بين إيران والدول الست الكبرى التي تفاوضت على الاتفاقية الأصلية بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته رداً على مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إنه مستعد لعقد مثل هذا الاجتماع بين أطراف الاتفاق “نحن مستعدون للحضور إذا كان مثل هذا الاجتماع سيعقد”.
ولكن إلى الآن كل هذا يبقى محض كلام ولا شيء في التنفيذ، على الرغم من أن روسيا أيدت استعادة غير مشروطة للاتفاق الإيراني، لأن الولايات المتحدة فقط هي التي انتهكته وتركته أولاً، ولكن على إيران أن تعود إليها أولاً حسب أمريكا.
الحمقى فقط هم من يقبلون مثل هذا “التفكير” الغريب، وبدلاً من اعتذار العصابة – النظام الأمريكي – عما فعلته، فإنها تحاول خداع جماهيرها وحلفائها للاعتقاد بأن إيران هي المجرمة – وليست العصابة داخل النظام الأمريكي.
في النهاية، إن سياسات بايدن الخارجية للحزب الديمقراطي تضع الكثير من مساحيق التجميل كي تبدو أجمل من خنزير الحزب الجمهوري، هذا هو التغيير في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.
بقلم: أريك زويس
المصدر: Strategic Culture

http://www.youtube.com/watch?v=af6BAVXJg4o

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة