دور بريطانيا بالعدوان على سورية.. حقائق دامغة

الثورة أون لاين – دينا الحمد:

لم تستطع بريطانيا مثلها مثل أميركا وبقية أدواتها من الدول الغربية، وهي ترتكب جرائمها بحق السوريين على مدى عشر سنوات من حربها العدوانية الظالمة ضدهم، أن تطمس تلك الجرائم أو تخفيها عن أنظار الرأي العام العالمي، ولم تتمكن من حجبها بغربال التضليل الذي استخدمته في كل شاردة وواردة، وفي كل ما جرى من إرهاب منظم على الأراضي السورية طيلة سنوات العدوان.
لا بل إن التسريبات الكثيرة التي فضحت جرائم بريطانيا ومخططات استخباراتها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية وتدريبها وتسليحها وتمويلها ظهرت على صدر صفحات الإعلام الغربي ذاته، وضمن تقارير فضائياته، رغم أن هذا الإعلام كان الأداة التي ضللت وكذبت وشوهت الحقيقة مراراً وتكراراً، ولكن يبدو أن الحسابات الداخلية في بريطانيا وبقية الدول الاستعمارية وصراعات الأحزاب فيها جعلت تلك الوثائق تفلت مرة على الصفحات الأولى لصحفهم ومرة على شاشاتهم التلفزيونية.
فمن منا لا يذكر كيف خرجت التسريبات على صدر صفحات الصحافة البريطانية، وهي تفضح الدور القذر للاستخبارات والحكومة البريطانية الذي مارسته مع بقية أركان منظومة العدوان ضد سورية، كدعم الإرهاب وتنظيماته المتطرفة، وتسليحها وتمويلها، وممارسة كل أشكال التضليل والكذب وقلب الحقائق، والهدف هو تدمير سورية وجيشها الوطني ومحاولة إخراجها من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وتحقيق أجندات الغرب الاستعمارية وأطماعه في منطقتنا.
ومن منا لم يقرأ حجم الاستهداف البريطاني المجرم لسورية على امتداد سنوات الحرب الإرهابية، ولاسيما قيام حكومتها واستخباراتها بإنشاء شبكة من الصحفيين المزعومين في جميع أنحاء سورية لتشكيل تصور لما يجري ويخدم أجنداتهم المشبوهة.
فقد سربت الصحافة البريطانية العام الماضي، تقول إن الوثائق التي حصل عليها الصحفي الاستقصائي إيان كوبين من (ميدل إيست آي) تظهر تفاصيل خمسة برامج بروباغاندا دعائية سرية قامت بها بريطانيا في سورية وبدأت في عام 2012، وكتب تفاصيلها مارك كيرتس المحرر الصحفي في إحدى منظمات الصحافة الاستقصائية التي تغطي سياسات بريطانيا الخارجية والعسكرية والاستخباراتية، وانطوت تفاصيل تلك البرامج على إنشاء شبكة من الصحفيين المزعومين في جميع أنحاء سورية لتشكيل تصورات للصراع، وأن الحيادية البريطانية المزعومة حيال ما يجري في سورية أو مصطلحات مثل “الاستقلالية والموضوعية” لم تكن إلا أكاذيب وعناوين براقة كانوا يدسون من خلفها سموم الإرهاب ويوجهون مرتزقتهم لنشر الفوضى الهدامة والدمار والخراب والقتل والإجرام لقتل السوريين وتهجيرهم.
وأظهرت الوثائق المسربة آنذاك كيف ساعدت العمليات السرية التي قامت بها بريطانيا في سورية على “تشكيل تصورات” الحرب، وكيف أدارت الحكومة البريطانية المكاتب الإعلامية لما يسمونهم “المعتدلين” ضمن المعارضة السورية المزعومة، وكيف خلقت مواد دعائية موجهة للجمهور السوري وجمهور الغرب معاً، وفيها كل أنواع الكذب والتضليل المبرمج، حيث تشير البرامج المذكورة إلى أنه تم توظيف الصحفيين المشاركين في برامج الدعاية من مكاتب في اسطنبول وعمان، والتي تم إنشاؤها من قبل مقاولين حكوميين من بريطانيا بتمويل منها ومن الولايات المتحدة وكندا، وتم تكليفهم بإنتاج لقطات تلفزيونية وبرامج إذاعية ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي وملصقات ومجلات وحتى الرسوم الهزلية للصغار لتضليلهم، وكان هدف برامجهم المذكورة تعزيز دور ما يسمى “المعارضة المعتدلة” ودعم حقوق الإنسان المزعومة، لكن الهدف السري هو تدمير الدولة السورية وتأجيج الأوضاع الداخلية فيها.
وهذا غيض من فيض التسريبات التي ظهرت في بريطانيا، ومثلها آلاف الوثائق التي ملأت خزائن الدول الغربية الأخرى التي شاركت بالعدوان على السوريين، وظهر الكثير منها في أميركا وفرنسا وكندا، وعجزت أنظمتها عن طمسها وحجبها عن الرأي العام العالمي، والتي سنرى تلالاً منها على مر الزمن الآتي، وهي تكشف حجم الجريمة المنظمة التي اقترفها الغرب المجرم بحق سورية وشعبها.

آخر الأخبار
تفعيل التعاون بين حسياء الصناعية ومؤسسة الخبراء الألمان بين الشرق والغرب.. مفاجأة لوجستية في قلب الساحل السوري العمل الحكومي المؤسساتي.. ضرورة تنموية في ظل التحديات خارطة طريق لتعزيز التشارك بين الوزارات الغابات رئة سوريا .. كيف نحميها؟ أحدث الطرق لاكتشاف الحرائق لحظة حدوثها تراجعت زراعته إلى النصف.. التبغ هل سيبقى محصولاً استراتيجياً ؟ الظروف المناخية وصعوبة ترحيل الخلايا تخفض إنتاج العسل بطرطوس فيرشينين: الاتصالات بين دمشق وموسكو حول القواعد الروسية مستمرة المملكة المتحدة: سوريا تلتزم بشكل كامل بتدمير بقايا برنامج "الكيميائي" "مجازر الكيميائي".. جرائم لا تسقط بالتقادم.. هبوط حاد بالأسعار وانتعاش لقطاع الموبايلات بطرطوس الثروة الحيوانية في طرطوس.. تحصينات وقائية ضد الأمراض وصعوبات تواجه المربين اقتصاد سوريا الأزرق.. القبطان محمد جمال عثمان لـ"الثورة": استثمار "موانئ دبي" مقدمة لنهضة في صناعة ... وزير التربية يطمئن: لا يُهضم حق أي طالب وزير الداخلية الكويتي: لن يكون هناك وجود لحزب الله في بلدنا Counter Punch : الشركات الاقتصادية الكبرى متورطة في الإبادة الجماعية في غزة ترحيب بالاتفاقية مع "موانئ دبي العالمية.. خبير مصرفي لـ"الثورة": زيادة الاستثمار وتحسن في الاقتصاد أحياء ضمن مدينة حمص بلا مياه.. والمؤسسة توضح السبب العدالة ليست خياراً سياسياً بل ضرورة أخلاقية وإنسانية تحديات فنية ولوجستية تواجه جهود تنفيذ التزامات سوريا بنزع "الكيميائي" نهر قويق.. حين يتحوّل الماء إلى وباء