الثورة أون لاين- ديب علي حسن
ليس من باب الرواية ومتعة القصّ الحكائي, إذا ما رأيت شخصاً ما يمشي أمامك مثقل الخطا, تقوس ظهره, وغار بصره, يلمتس سنداً من جدار, أو شجرة أو عابراً لتراكم العلل في الجسد الذي كان يوماً ما سنداً للكلمة والحرف, أو الصوت والصورة, لا تسأله عن عمله, وحدك إن كنت نبيهاً ستعرف أنه أفنى عمره وراء الكلمة ونقل هموم الناس, يروي بما يكتبه, وهو الذي يحتاج إلى من يمده ولو بقطرات من الاهتمام الذي يجب, وهو ملقى على عاتق اتحاد ربما نسي مهمته في زحمة ما يجري.
صحيح أننا في المؤتمرات وقد اقتربت نصبح أكثر شغفاً بمن سيدلي بصوته, وترتفع الوعود, وفي أثناء الانعقاد سيضع بعض المعنيين ملفاً على الطاولة تكدس طوال عهود الحكومات السابقة, وكلما قدّم لحكومة جديدة, تلتقط الكاميرات صورة تذكارية وتتبعها وعود ووعود، ويمضي كل شيء بحال سبيله, ويُذيّل الملف بعبارة للتريث الذي مضى عليه أكثر من عقد من الزمن.
السؤال الذي يجب أن يطرح: إذا كان السيد الرئيس بشار الأسد في لقائه مع الإعلاميين قد أكد ضرورة تمييزهم بشيء ما, بمعنى تحسين ظروف عملهم, أكد هذا الأمر أكثر من مرة, وثمة من التقط الأمر وعمل عليه من باب تحسين طبيعة العمل, وأغرقنا منذ شهرين كما أظن حساب اتحاد الصحفيين على (الواتس أب) بالشكر لرئيس الاتحاد ولوزير الإعلام طبعاً وللحكومة التي قيل لنا: إنها ستقرُّ الأمر في جلسة مقبلة.
طال انتظار الجلسة, وأقرت الحكومة أمس تعديلاً وتحسيناً لطبيعة عمل جهة ما, ترى هل طال انتظار هذه الجهة خمسة عشر عاماً حتى أقرت الحكومة هذا التحسين؟
ثمة ما يجب أن يتم توضيحه والعمل عليه من الاتحاد, نعرف الظروف التي نمرُّ بها, لكن ما يتم إقراره من الحكومة من دعم للكثير من الجهات يدل على أن الإمكانية موجودة, وهذا مطلب حق وضروري لكل إعلامي يعمل, فالجهد الفكري الذي يستدعي أن تستهلك وقتك وعمرك وجسدك من أجل أن تعمل بإخلاص, لا يقدر بثمن, وليس محدوداً بوقت زمني تغلق باب مكتبك, أو تغادر عملك وتقول: انتهى يوم من الدوام, لا علاقة لي بشيء.. طبيعة عمل مرهقة ومتعبة وتتطلب المزيد من تعزيز الذات وتطويرها, وهذا له تكلفته التي لم تعد موجودة أبداً, بكل صراحة ومع التحول إلى الإعلام الرقمي أصبح الإعلامي ينفق على رسالته الإعلامية من خبزه وقوت أبنائه, فهل يطول التريث؟.