الثورة اون لاين – علاء الدين محمد :
مجموعة قصصية جديدة للكاتبة لما عبد الله كربجها تحت عنوان “الأميرة النائمة ” صدرت عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع . لوحات اجتماعية مضرجة بالألم.
قصص رسمت لوحاتها ..أنتقت أبطالها .. استقت تعابيرها من واقع مرير مضرج بالألم والحزن والفقد والوجع … كلماتها تحاكي زمن الحرب جبهة ..بطولات ..اقتناص..انتصارات..ألم ..موت … ففي قصتها (دخيل) اختزلت فيها واقعا مريراً فرض علينا وأجبرنا على اتخاذ منحى معين وصراعاً بين العقل والقلب ، بين براءة وطهارة النفس ومايتطلبة الواجب من قسوة وبتر لكل ألم أو خطر ..إلى قصة (الأميرة النائمة) التي جسدت فيها حكاية آدم وحواء الأزلية الأبدية وما تحويه من الحب وخفاياه و الخيانة والكبرياء والعذاب واللذة والسلام والخوف، حيث جسدت فيها الواقع الشرقي للرجل والمرأة بلغة مطواعة وسرد شيق، جسدت سطوة الرجل ..وحياء المرأة وكبرياءها…المرأة الشرقية التي تأبى دائما وأبدا أن تكون أداة (أحجية ملكية تغريه بالبحث الدائم ).
الوطن كان الحاضر الأبرز في تلك القصص القصيرة ..فقد صورت بجمالية وإبداع أوجاعه وآلامه المريرة التي شتتت أبناءه وأجبرتهم على اعتناق ذلك الجانب أوذاك ..وبإصرار من عشق ترابه وبوعي الأغلبية والتعالي على الجراح ..وبصمود حماة الديار وتضحياته بأغلى مايملك ..نجا من الغرق وانتقل من الموج المتلاطم الى شاطئ الأمان ولكنه ممزقا متعبا . حملناه في قلوبنا و حملنا بداخله .. نلقي برؤوسنا المتهالكة على كتفه المتعب ،مختزلا أحلامنا البريئة مواسيا لأطفاله يحتضنهم برغم أخطائهم لعلمه بنقاء سريرتهم ..وككل الحروب والملمات ..هناك صور موجعة من الألم والقهر والفراق وذلك الشوق الملتهب لمن فارقونا كما في قصة (أبي مازلت صغيرة ) …حكايات وطن صغيرة من هنا وهناك ..بمدلولات عميقة وبلغة بسيطة تلامس وجداننا ..وتدمي عيوننا وقلوبنا لتلك الحرب القذرة التي أبت إلا أن تترك آثارها ولعنتها على أغلب شرائح المجتمع ..والشريحة الأكثر تضررا وتأثرا ..أطفالنا ذوو الأحاسيس النقية الغضة التي لم يشوبها التلوث بعد ..لكنها صقلت بالألم والمعاناة لتكبر بحجمها .