الثورة أون لاين -رويدة سليمان:
تتزايد أعداد ضحايا فيروس كورونا الذي يخطف منا كل مطلع شمس أقارب وأحبة ،يقهرنا بالفقد وبتحديه لكل الإجراءات العلاجية والجهود الصحية التي تبذل من أجل نجاة المصابين من الهلاك ..الموت ،تلك الحقيقة التي يصعب تقبلها وتسبب لنا الكثير من الآلام والأوجاع .
أتذكر أننا في مثل هذه الأيام ،العام الماضي كنا تحت ضغط حجر صحي منزلي وحظر تجوال ،وطوعاً لإجراءات وقائية احترازية تحسباً من انتشار عدوى هذا الفيروس وبالفعل أثبتت هذه التجربة الوقائية التوعوية جدواها لجهة التزام الأغلبية بإجراءات السلامة وأدوات الحماية الصحية من حيث التباعد المكاني والتعقيم وغسيل اليدين المتكرر بالطريقة الصحية الصحيحة وارتداء الكمامة والقفازات وغيرها .
قواعد صحية فرضتها هذه الجائحة العالمية وتطبيقها ليس اضطراراياً أو اسعافيأً أو مؤقتاً بل يجب أن يكون ضمن العادات اليومية لأن هذه السلوكيات تصب في العناية والرعاية والاهتمام بقضايا النظافة ،وهي عنوان كبير لمظهر حضاري بشرط ان لاتنقلب إلى وسواس يهدد طمأنينة وراحة الأسرة .
اليوم ومع ارتفاع معدل الإصابة بهذا الفيروس وحصد أرواح كثيرة خبط عشواء .
ومع التراخي والاستهتار واللامبالاة والتململ من التقيد بهذه الإجراءات الوقائية وحجة الأغلبية بالأرتال المنتشرة على كوات الصرافات والمخابز وازدحام وسائل المواصلات بركابها ، وتلك حجة عليهم لارتداء الكمامة وتعقيم اليدين لتخفيف عدوى الانتشار قدر مانستطيع قدر مانملك من الوعي الذي راهنا عليه في أزماتنا كلها وكسبنا الرهان .
استنفار صحي علاجي في مشافي القطر كلها وعناية ورعاية مركزة وجهود جبارة لتقديم كل مايمكن للتصدي لهذا الفيروس والحفاظ على صحتنا وسلامتنا ،وبما أن الطب الوقائي أكثر جدوى وأقل تكلفة من العلاجي فقد انتشرت حملات التوعية الصحية لتؤكد من جديد ضرورة وأهمية الالتزام بتدابير وقائية وتوعوية فورية وحاسمة .وكذلك حضرت وبشكل مكثف حملات التوعية الإعلامية لمحاصرة كثير من الشائعات في بعض مواقع التواصل الاجتماعي لجهة نقص بعض المستلزمات الطبية وتخلي بعض المشافي عن استقبال المرضى وغيرها من الأقاويل التي تلحق التوتر والقلق بمن يقع فريسة لها وتضعف مناعته لمقاومة هذا الفيروس في حال إصابته وبالتالي انهياره وسقوطه في معركة الصحة وإطالة أمد هذه المحنة الصحية، وتخصيص المزيد من الدعم المالي الحكومي للانفاق على العلاج للفوز بالصحة والعافية ، وهنا يلعب المواطن الدور الأهم والأكثر فاعلية في توفير هذه المبالغ الباهظة للعمار والبناء والرفاهية ،بامتلاكه مهارة التعامل مع هذا الألم ،ويكون ذلك بالثقافة الصحية والوعي الصحي وايقاف زحف انتشار عدوى هذا الفيروس مرتبط بعاداتنا الصحية الصحيحة وسلوكنا اليومي الشخصي والكل مسؤول عن الصحة الشخصية والصحة العامة.
السابق
التالي