الملحق الثقافي:حسن علي المرعي:
ما كُـنْـتِ لـيلى ولا عـيـناكِ عـيْـناها
ولـسـتِ مِنْـها سِـوى في الإسمِ إيّاها
ولـيسَ فـيكِ الَّـذي ينشـقُّ عـنْ قمـرٍ
إذا تـفـلَّـتَ قــبـلَ الـنَّــومِ نَـهـداهـا
ولـسْـتِ مِـنْ عَـبَـقِ الـنِّسرينِ باسِـمةً
كما الـصّـباحِ الّذي اسـتَحلى ثـناياها
ولــسـْـتِ حـتَّى لِأشـبـاهٍ لـهـا مَـثَـلاً
إذا تـثـاءبَ وَردُ الـصُّـبـحِ تَـيّــاهـــا
كانـتْ وأرسـلَـهـا مَـنْ شـاءهـا وَجَـعـاً
فـي كُـلِّ فـاصِـلةٍ في الـرُّوحِ تـهـواهـا
هـا تِـلـكَ لـيلى بِـما الـجّـنّـاتُ رافِـعـةٌ
مِـنَ الـجِّـبـالِ ومِـمّـنْ يَـعـبـدُ اللَّـهَــا
هـا تِـلـكَ لـيلى إذا شـاءتْ يُـشاءُ لـها
خَـلْـقُ الجَّمالِ كـما بُـشْـرى بِسِـيـماهـا
كـما رجـائـيْ لِـعـيْـنَـيْها إذا ضَـحِـكـتْ
أنْ تَـسـتَكِـينَ ولـو مَـوتيْ بِـسُـكْـنـاهـا
كـأنّـهـا مِـنْ دُعـاءِ الـطَّـيـرِ هـابِـطـةٌ
عـلـى نَـثِـيـرِ الـنَّـدى نـاجـتْ ونـاجـاهـا
بَـلاغَـةٌ كُـلُّ مـا أبــدتْ ومـا كـتَـمَـتْ
مِـنَ الـوريـقِ إلـى مُـحـمَـرِّ لَـمـيـاهــا
أردتُّ يـا لـيـلُ خَـمـراً أسـتَـحِـلُّ بِـهـا
مِـنْـكِ الـنُّـهـودَ ومـا ألْـفَـيْـتُ إلَّاهـــا
أردتُّ يـا لـيـلُ أثـوابـاً بِـهـا رَقـَصــتْ
مـعَ الـنَّـســيمِ الّـذي مـا كـانَ يَـنْـهـاهــا
لا.. بـلْ يَطـيرُ بـها مِـنْ حَـيـثُما فَـرِحَـتْ
أو حَـيـثُـما سَـكِـرَتْ أو حَـيثُ شَكواهـا
ثَـوبَ الصَّـباحاتِ مَـشـغولاً عـلى مَهَـلٍ
مِـنَ الـطَّـلِـيـقَـينِ .. أبـهـاهـا وأحـلاهـا
وثَـوبَ نَـوْمَـتِـهـا.. إنْ نـامَ مُـتَّـكِـئـاً
فُـلُّ الـصّـبـاحِ عـلى زِنْـديْ وسَـوَّاهــا
عَـلِّـيْ بِـنَـسْـمَـةِ عِـطـرٍ ألـتَـقـيْ قَـمَـراً
فـيهـا أبـاحَ ومِـنْ أعـطـافِـهـا تــاهـــا
وأسـتـظِـلُّ بِـمـا فـي ظِـلِّ أشــقَـرِهـا
تَـعـتَّـقَ الـخَـمـرُ فـي أكــوازِهــا آهـــا
آهـــاً عَـلَـيْـهـا .. إذا حَـلَّــتْ مـآزِرَهـــا
وألــفُ أُوَّاهَ .. إنْ لَـيْـلِـيْ تَـغــشّـاهــا
وبَـعـثَـرَ الـوردَ مِـنْ رَأسٍ إلـى قَــدمٍ
وجَـمَّـعَ الـرّاحَ .. أعـلاهــا لِأدنــاهـــا
وحَـلَّـفَ الـرِّيــحَ أيـمـانـاً وشَــدَّدهــا
أنْ تَـسـتَكِـينَ إذا مـا فَـتَّـحـتْ فـاهـا
فَـلـيـسَ لِـلوردِ حَــقٌ فــي أُنــوثَـتِـهـا
ولـيــسَ لِـلـطَـيْـرِ إلّا نَـشْــرُ مَـغْـنـاهـا
ولـيـسَ إلّاهُ مَـنْ كــانَــتْ عَـشـيـرَتَـهُ
ولـيـسَ إلّاهُ مَـنْ كــانَــتْ نَـوايــاهــا
وقـالَ مـا قـالَ فـانـسابَـتْ مَدامِـعُـهُ
عـلى أزاهــيـرِ طُـورَيْـهـا فَــروَّاهـا
وهـامَـسَ الجَّـبَـلَ الـرَّيّـانَ فـالْـتَأمـتْ
أحـلى زوايـاهُ فـي أحـلى زواياهــا
حـتَّى اسـتَقـرَّتْ بِهِ شَكْوى ظُلامَـتِها
عـلى جَـنـاهـا فَـغَـطَّـتْـهُ وغَـطّـاهـا
التاريخ: الثلاثاء30-3-2021
رقم العدد :1039