أميركا و”حقوق الإنسان”.. تضليل مبرمج وتقرير مزيف

الثورة أون لاين – دينا الحمد:
تصدر الولايات المتحدة الأميركية سنوياً تقريراً عما تسميه “انتهاكات حقوق الإنسان في العالم”، وتكلف عادة وزارة خارجيتها بهذه المهمة، رغم أن إصدار مثل هذه التقارير هو من اختصاص المنظمات الدولية الحقوقية والمؤسسات الدولية المعنية بالأمر كمجلس حقوق الإنسان وسواه وليس من اختصاص أميركا، ورغم أن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المقصودة لم تفوض واشنطن بهكذا مهمة أو مسؤولية، ولم تجعلها وصية على شؤون العالم وحقوق البشرية وحمايتها.
وبغض النظر عن الصلاحية المفقودة أساساً لأميركا في إصدار مثل هذه التقارير، والتي لم يشاهد العالم مثيلاً لها في عواصم أخرى، فإن ما تقوم به واشنطن يدعو للعار والخجل لما تتضمنه من نفاق وكذب مبرمج وتضليل ممنهج اعتادت عليه المؤسسات الأميركية من البيت الأبيض إلى البنتاغون مروراً بالسي آي إيه وانتهاء بالكونغرس والقضاء الأميركي بحق العديد من دول العالم التي تعارض سياساتها.
ولعل اللافت في التقرير السنوي الأخير لوزارة الخارجية الأميركية أن من أعده ظن نفسه محاضراً على الآخرين ووصياً عليهم، وبدأ يوزع شهادات سوء السلوك عليهم ونسي أن بلاده هي أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم.
ومثل هذا الكلام ليس من بنات أفكارنا، بل هو لب الحقيقة الدامغة التي توثقها ملايين الأدلة والوثائق والصور والفيديوهات والتسجيلات، وما تبثه وسائل الإعلام الأميركية عن انتهاكات حقوق الملونين وقتلهم أمام عدسات المصورين خير شاهد، وصور المواطن الأسود “جورج فلويد” والآسيويين الثمانية الذين قتلهم البيض في أتلنتا مؤخراً ليست بعيدة عن أذهان متابعيها في كل العالم.
أما حول سورية فكان التقرير المنافق يتحدث عن أكاذيب تتناول انتهاكات مزعومة، وهي في الحقيقة والواقع مجرد أكاذيب مأخوذة أساساً من تقارير التنظيمات الإرهابية وداعميها ومموليها، ولم تدر إدارة بايدن وهي تلفقها أنها مليئة بالمغالطات التي تكشف عيوبها بنفسها، وأن تسويقها بهذه الطريقة التي تنقصها الأدلة والوثائق العلمية يفضح الأهداف الحقيقية لتلك الإدارة واستخباراتها وأجنداتها الاستعمارية.
كما وتجاهلت إدارة بايدن وهي تقدح مثل هذه الأكاذيب أنها والإدارات العدوانية التي سبقتها هي التي ارتكبت الانتهاكات الخطيرة بحق السوريين، وشاهدها العالم بالصوت والصورة كيف تقوم بكل ما هو مخالف للقوانين الدولية، فكم قتلت قواتها الغازية من السوريين وكم هجرت منهم؟ وكم سرقت ثرواتهم وكم أصدرت قوانينها العنصرية لمحاصرتهم، وما يسمى “قانون قيصر” ليس ببعيد، وإجراءاتها القسرية أحادية الجانب التي تنتهك حقوق الإنسان في سورية، ولاسيما حقه في الحياة خير شاهد.
وكما قالت وزارة الخارجية السورية فإن نظرة على سجل الولايات المتحدة الأمريكية في مجال حقوق الإنسان تظهر أنه لا توجد دولة أخرى تنافسها على ذلك إلا أن سيطرتها الهائلة على وسائل الإعلام والاتصالات تمكنها من إخفاء هذه الحقيقة عن شعبها، وإن ادعاء الإدارة الأمريكية أن حقوق الإنسان هي أولوية في سياستها الخارجية يمثل قمة النفاق فها هو شعب سورية يعاني في طعامه وصحته وشرابه وبيئته وفي مختلف نواحي الحياة الأخرى نتيجة للحصار الاقتصادي اللاإنساني الذي يهدف إلى تجويع وإفقار هذا الشعب، وليس هذا فحسب بل إن التقرير لم يتطرق نهائياً إلى المأساة الحقيقية للشعب السوري والتي تتمثل بالإرهاب وتمويله من قبل أميركا نفسها التي تنهب النفط والقمح السوريين بشكل مكشوف.
باختصار شديد تقرير أميركا ومضامينه مجرد ترهات تتحدث عن انتهاكات في سورية وغيرها هي أساساً من صنع أميركا ذاتها، فاليد الإرهابية الأميركية الشريرة هي التي أوصلت المنطقة برمتها إلى قاع العنف والإرهاب والفوضى الهدامة التي أسمتها واشنطن يوماً “بالخلاقة”، واليد الأميركية المجرمة هي التي تنتهك حقوق الشعوب ثم تتباكى عليها في مثل هذه التقارير المزيفة

آخر الأخبار
شراكة وطنية ودولية غير مسبوقة لكشف مصير المفقودين في سوريا لا أحد فوق القانون حين يتكلم الشرطي باسم الدولة    "المنطقة الصحية" في منبج تدعو لتنظيم العمل الصيدلاني وتوحيد التراخيص  "صحة درعا" تحدث ثلاث نقاط إسعاف على الأتوتستراد الدولي افتتاح مشاريع خدمية عدة في بلدة كحيل بدرعا قلوب صغيرة تنبض بالأمل في مستشفى دمر 11 ألف شركة في 9 أشهر.. هل تُنعش الاقتصاد أو تُغرق السوق بالاستيراد؟ سوريا في COP30.. لمواجهة التحديات البيئية بعد سنوات من الحرب "سمرقند" تجمع سوريا وقطر على رؤية مشتركة للنهوض بالتعليم الكهرباء تتحرك ميدانياً.. استبدال محولات وتركيب كابلات في مناطق بريف دمشق حق التعلم للجميع..مشروع رقمي يضع المناهج بمتناول كل طالب حلب تطلق النظام المروري الذكي.. خطوة نوعية لتسهيل حياة المواطنين دول تتحول الى مقابر للسيارات التقليدية  "آيباك" تقود التيارات الرافضة لإلغاء العقوبات الأميركية على سوريا أزمة صحية خانقة تواجه سكان قرى حماة.. وطريق العلاج طويل زراعة الفطر.. مشروع واعد يطمح للتوسع والتصدير هوية تنموية لسوريا الجديدة  اهتمام دولي بزيارة الشرع لواشنطن ودمشق تستثمر الانفتاح الكبير لإدارة ترامب هل تستعيد الولايات المتحدة العجلة من "إسرائيل" المدمرة مؤتمر"COP30 " فرصة للانتقال من التفاوض والوعود إلى التنفيذ