الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
عندما لا تزال البشرية مهددة بالوباء الذي أودى بحياة أكثر من 2.74 مليون شخص، وعندما لا تزال 130 دولة تنتظر اللقاحات، وبعد انخراط الدول الغربية في حرب اللقاحات “الكل لنفسها”، فقد سارعت الدول الأوروبية الصغيرة إلى الصين للحصول على لقاحات كورونا بعد تعثر الاتحاد الأوروبي في شراء وصناعة اللقاحات ما أثر على مكافحة انتشار الوباء في العالم.
إن بكين تقوم بحملات لتقديم لقاحات موثوق بها في مكافحة الفيروس، الذي تم اكتشافه لأول مرة على أراضيها في شهر كانون أول من عام 2019 وكان الاتحاد الأوروبي، الذي يشتري اللقاحات نيابة عن دوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، وهي ثلاثة لقاحات تم تطويرها في ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن الاتحاد الأوروبي كان بطيئًا في توقيع العقود والموافقة على اللقاحات، كما كان النقص أسوأ في البلدان خارج الاتحاد في أوروبا، لذلك لجأت الدول الصغيرة في أوروبا خارج الاتحاد، وفي مقدمتها صربيا، إلى بكين للحصول على المساعدة، ووافقت على استخدام لقاح سينوفارم الصيني، وفي الشهر الماضي أصبحت المجر أول عضو في الاتحاد الأوروبي يصرح بشكل منفصل ويشتري 5 ملايين جرعة من لقاح سينوفارم، كما أن جمهورية التشيك، العضو في الاتحاد الأوروبي، تدرس أيضاً الأمر نفسه.
وقال مسؤولون كبار من عدة دول أوروبية إن الصين كانت تقدم شحنات أولية من مليون جرعة يمكن تسليمها في غضون أيام من توقيع العقد، على النقيض من الشركات الغربية التي تقدم عادة على مدى أشهر والتي شهدت شحناتها تأخيرات في أوروبا.
وفي 31 كانون ثاني من هذا العام 2021، دعا وزير الصحة الألماني ينس سبان الاتحاد الأوروبي إلى الموافقة على اللقاحات الصينية إذ تبين أنها آمنة وفعالة جداً، وقال المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، إن الشركة الصينية يجب أن تصنع لقاحاتها في بلاده، ونتيجة لذلك، يقول المحللون إن بكين قد تزيد حضورها في أوروبا على حساب الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي عانت فيه هذه الدول من تأخيرات في الحصول على الجرعات الأميركية، لم يواجه العملاء الأوروبيون مثل هذه المشاكل، مع التزام شركة سينوفارم الصينية بتقديم اللقاحات بأسرع وقت ممكن، وقيامها بالتوزيع العادل له، وعلى عكس العالم الغربي، تقف الصين كمدافع عن التوزيع العادل للقاحات عالمياً، وقالت وكالة التعاون الإنمائي الدولي إن الصين ستقدم اللقاح إلى 80 دولة، حتى السفيرة البريطانية لدى الصين كارولين ويلسون أشارت إلى أن الصين لعبت دورًا مهمًا في ضمان التوزيع العالمي العادل للقاحات.
ودخلت الصين حملة التلقيح الشاملة المسار السريعة، حيث قفزت اللقاحات اليومية من مليون إلى ما يقرب من 3 ملايين في غضون أسبوع، ومن المرجح أيضًا أن تُشرك الصين الأجانب في عملية التطعيم.
وأعلنت السلطات البلدية في الصين أن الأجانب في شنغهاي الذين يستوفون المتطلبات سيكونون مؤهلين لتلقي لقاحات COVID-19 محلية الصنع، ما يجعل شنغهاي أول مدينة صينية تعلن عن خطة تلقيح للأجانب، وأشار الخبراء أيضا إلى أنه من الممكن أن تحذو المزيد من المدن حذوها.
وقال أحد المغتربين الألمان الذي يعمل في شركة ألمانية في شنغهاي، طلب عدم نشر اسمه: “إن شركته أرسلت بريدًا إلكترونيًا يحث الموظفين على اغتنام الفرصة والتطعيم، نظراً لجودة اللقاحات الصينية، وهي تضاهي اللقاحات الأوروبية والأميركية وتتفوق عليها، وهي آمنة لدرجة كبيرة، وبالتالي، أوصيك بشدة بقبول مثل هذا العرض التفضيلي”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في مؤتمر عقد في الأول من شهر نيسان من العام الحالي 2021: إن ما مجموعه 150 صحفيًا أجنبيًا من 27 دولة قد أخذوا اللقاحات طواعية في الصين، وهم آمنون، وأشارت إلى أن الصين تفعل ذلك من أجل صحتهم وتوفر لهم الراحة في حياتهم في الصين.
وقد زاد إنتاج الصين اليومي من اللقاحات من 1.5 مليون جرعة في الأول من شباط إلى 5 ملايين جرعة في الوقت الحالي، وهو ما يعادل أكثر من 1.8 مليار جرعة في السنة.
المصدر: غلوبال تايمز