الثورة أون لاين – يارا كاملة:
خلف الشعارات الكاذبة تختبئ الولايات المتحدة التي تتشدق بالدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، فيما الوقائع والحقائق تبدو جلية وواضحة، وباتت تحفظها وتتوارثها الأجيال التي ولد وكبر وشاخ كثير منها في ظل الانتهاكات الأميركية المستمرة في أنحاء كثيرة من العالم التي تلهث وتطمح لأن تحتله وتحتكره لمصالحها وأهدافها الاستعمارية.
انتهاكات حقوق الإنسان كانت حاضرة في كل مراحل الولايات المتحدة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، بدءاً من جرائمها ومجازرها بحق أصحاب الأرض الحقيقيين، ومروراً بجريمتها الكبرى ضد الإنسانية عندما ألقت قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في العام 1945، حيث قتلت مئات آلاف الأبرياء خلال ثوان معدودة، وليس انتهاء بما فعلته في أفغانستان والعراق وما تفعله في سورية اليوم، حيث تواصل حربها الإرهابية ضد شعبنا وبكل الأشكال والسبل.
من الداخل الأميركي تبدو الصورة أكثر سوداوية، حيث انتهاكات حقوق الإنسان الأميركية للشعب الأميركي تتجلى في انتهاكات حقوق المرأة والأطفال وذوي البشرة الملونة، وهذا يتجسد من خلال العنصرية الأميركية ضد الأميركيين أنفسهم، ولعل التاريخ الأميركي متخم بحوادث القتل العنصري والتي كان آخرها مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية وأمام أعين الناس.
الولايات المتحدة تملك القوة، لكن هذه القوة لا تخولها احتلال الدول والشعوب وقصف المدن وقتل الأطفال والنساء وتجويع وحصار الشعوب كما تفعل اليوم مع الشعب السوري الذي تحاصره وتفرض عليه عقوبات اقتصادية، بغية إخضاعه لمشيئتها، وبالتالي استباحة سيادته وقراره الوطني.
الانتهاكات الأميركية على مدار العقود الماضية هي بمثابة أدلة موثقة أمام العالم لإدانة وتجريم كل الرؤساء الأميركيين وخاصة منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا أيضاً ينطبق على حكام الكيان الصهيوني الذين يواصلون إجرامهم وإرهابهم بحق شعوب المنطقة لاسيما الشعب الفلسطيني، دون أن ننسى أن هذا الكيان كان ولايزال جزءاً لا يتجزأ من الحرب الإرهابية المتواصلة على سورية.
انتهاكات الولايات المتحدة لحقوق الإنسان تجاوزت كل الحدود والقيم الإنسانية والأخلاقية، ولعل الانعكاس الأبرز لتلك الانتهاكات تتجسد اليوم في العقوبات الأميركية على الشعب السوري، أو ما يسمى (قانون قيصر) الذي اتخذته واشنطن ذريعة لتجويع وخنق شعبنا وبمشاركة ومساعدة حلفائها الأوروبيين.
إن حديث الولايات المتحدة عن حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها أمر غريب ومستهجن ومثير للسخرية، لأن موقعها الحالي لا يخولها الحديث عن هذا الأمر، وهو موقع الطغيان والغطرسة والإرهاب والإجرام بحق كل دول وشعوب العالم التي تئن تحت وطأة الإرهاب الأميركي.