الملحق الثقافي:منال محمد يوسف :
من وجعٍ.. من شعرٍ.. وجعٌ نبضه لا يستكين..
تُقدُّ بلا مبرر .. من قصيدةِ شوق لم تُقال بعد
من وجعِ الحالِ إذ سأل عليه المُحال
تُقدُّ من زهرٍ أضاع بياض الياسمين
وأصبح السؤال: وهل تُنسى فلسفات العاشقين؟
هل تُنسى صرخات الطين الأول ودساتير الأقدمين؟
تقدُّ من رسائلٍ لم تُبعث بعد
ولم ينتهِ إليها القول البليغ حقاً
“القول” الذي يزفُّ إلينا بُشرى حلم غير مقتول
يزفُّ لنا الأمل وينثره حبقاً أخضر، أو أزرق العطر على الدروب
وتُقدُّ أحلامنا
وكأنّها تبدو سنبلاتها عجافاً جائعة إلى أرغفة النُّور
وكأنّها تحفظُ ودّ عهد التكوين الأول ..
تحفظُ وجه الحنين إذ ما قيل في بعض العصور
وبقي سرّه لحظ التغامز الأزليّ بين العاشقين
بقي كلامه “معزوفة جبران” وناي التخاطر الوجدانيّ ..
وبقي صراخ ذلك الرضيع وكأنه لم يُسمع منذ الأزل ..
وتُقدُّ أحلامنا من دبرٍ .. من سنبلاتِ قمحٍ لم تتشكل بعد
ومن وجدانياتٍ لم يتمُ بعد الاهتداء إلى كتابتها وفلسفة ماهية أمرها .
لم يتمُّ الاهتداء إلى أقمار بوحها وعلائم وجدها الساكن المستكين وتقدُّ ذكرياتنا
تُقدُّ من وجعٍ ومن خبرٍ ليس له مُبتدأ
وكأنّها التواريخ لم تعد تعترف بها..
كأنّها “رطب الحال أو رطبُ التمنيّ إذ يسألُ عن النخيل”
وقُدّت أحلامنا
وكأنّها ذاك النبأ الذي لا يُقال في السرِّ والعلنِ
نتمنى أن يأتي ذلك الزمن حيث لا تُقدُّ سنبلات الأيام بنا
ويكتبنا الزَّمان بين سطور ذلك “وتُقدُّ أحلامنا”
التاريخ: الثلاثاء13-4-2021
رقم العدد :1041