الثورة أون لاين – محمود إبراهيم:
أصبحت مشاهد طوابير الانتظار والتزاحم أمراً شبه مألوف أمام محال معتمدي الخبز وصالات السورية للتجارة في مدينة طرطوس والمناطق المحيطة بها للحصول على رغيف الخبز اليومي.
مشاهد يغلب عليها صور المواطنين وهم يتكبدون مشقة العناء لتسليم بطاقاتهم الذكية بغية حصولهم على مخصصاتهم من الخبز، وضمهم إياه وكأنه جائزة قيمة لا يظفر بها إلا كل ذي حظ سعيد ضاربة بذلك بحقيقة جدوى البطاقة الذكية ودورها في تنظيم وتحقيق عدالة التوزيع.
الثورة كان لها حضور في العديد من مراكز ومحال توزيع مادة الخبز بدءاً من مدينة طرطوس والضاحية العمالية والرادار ورأس الشغري وسجلت آراء المواطنين وشكواهم التي غلب عليها الشعور بالشقاء والتعب والخوف والريبة إلى ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً خاصة بعد تخفيض كميات الخبز المخصصة للمعتمدين بصورة غير مبررة ومفهومة وتحول بعضهم أي “المعتمدين” بعد أن أصابهم الفجور والجشع لتجار أزمة مستغلين النقص الحاصل لتحقيق المزيد من الأرباح حتى ولو على حساب لقمة المواطن المسكين.
سالم ناصر مدير فرع المخابز أكد بمعرض رده على الشكاوى المتعلقة بتخفيض كميات الخبز المخصصة للمعتمدين إنه لم يجر أي تخفيض على الكميات المحددة والتسليم يتم عن كامل البطاقات ولكن الكمية التي يطلبها المواطنون صراحة غير موجودة، مضيفاً الشهر الماضي تم زيادة الكميات المخصصة لعدد من المناطق من 50 ربطة إلى 100 ربطة خبز في اليوم.
وكشف أنه في المستقبل القريب سيتم تطبيق نظام الشريحة الجديد الذي سيتضمن ميزة التوطين مع طلب الكمية المطلوبة من مادة الخبز بسقف محدد وعلى مدى ثلاثة أيام بالأسبوع، مبيناً أن الاستهلاك العام لمادة
الخبز في المحافظة سابقاً لم يكن يتجاوز المخصصات اليومية المحددة ولكن ونتيجة اعتماد المواطنين على مادة الخبز بشكل أساسي في طعامهم هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى زيادة الطلب عليها.
بدوره أكد يوسف حسن مدير فرع التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن موضوع الخبز في المحافظة ذاهب نحو التوطين والشرائح وطرطوس ستكون الأولى في تطبيق هذا النظام بناء على طلبنا، وبدورنا نحن كمديرية وضعنا شجرة التوزيع ضمن المحافظة وهي حالياً لدى الوزارة المعنية.
وأوضح أنه ومن خلال هذا النظام سيحصل المواطن على عشر ربطات خبز في الشهر الواحد مع أريحية في اختيار توقيت الطلب وتحديد المعتمد حيث إنه وبعد تطبيق نظام البطاقة الذكية زادت الطلبات على الخبز لأن الكمية الممنوحة من خلال البطاقة الذكية هي كميات تتعدى الكمية المخصصة للمواطن التي حددت منذ تأسيس الاعتمادات وهي 275 غرام دقيق للفرد الواحد وبعد تحويلها إلى خبز تصبح 360 غراماً فقط وهي مخصصات موضوعة منذ عام 1950.
أما بخصوص الشكاوى المتعلقة بمعتمدي الخبز ونقص الكميات أكد يوسف أن لا وجود لأزمة خبز في المحافظة ولكن هناك أزمة اعتمادات وأزمة تجار ولهذا السبب فإن موضوع المعتمدين يتم متابعته بشكل يومي ويتم تنظيم الضبوط بحق المخالفين وآخرها كان في منطقة رأس الشغري حيث تم مخالفة المعتمدين وسحب الأجهزة منهم وأستعيض عنهم بأكشاك تابعة لفرع المخابز والبلدية.
أما بخصوص نقص الكميات أكد حسن أن هذا الموضوع سينتهي بعد تطبيق الآلية الجديدة، ملمحاً في الوقت ذاته إلى استخدام الخبز كبديل عن الأعلاف من خلال مقارنته بين سعر كيلو الخبز اليابس 700 ليرة وكيلو العلف 2400 ليرة.
وأشار في الوقت ذاته إلى ازدياد الطلب على شراء مادة الخبز من صالات السورية للتجارة لأسباب تتعلق بالتزامها بالأسعار والوزن والجودة حيث كانت الكمية المخصصة لها سابقاً 600 ربطة خبز وحالياً تخصيصها يبلغ 7000 ربطة وفي الفترات القادمة سيتم زيادتها بشكل تدريجي.