الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
ربما لاتكفي الأيام القليلة من الموسم الدرامي الحالي لتقييم الأعمال الدرامية التي تتوزع على ساعات البث وفي غير محطة سورية أو عربية، وما يهمنا بالطبع الأعمال السورية التي استطاعت وبنجومية صناعها أن تقتحم السوق الدرامي وتنافس فيه، وهذا لايمكن أن نتجاهله، بل نرفع القبة لجهودهم التي تفوقت على الصعوبات جميعها لتحل أعمالهم ضيفا على العديد من المحطات .. ولكن !!
من يتابع الحلقات الأولى لغير مسلسل سوري لابد أن يتوقف عند مضامين البعض منها، فهل حقا قد تحول مجتمعنا السوري إلى صورة ممسوخة عن مجتمعات لا تمت لنا بصلة، وهل باتت الخيانات الزوجية والعنف والجريمة هي الصفة التي تسم مجتمعاتنا، فأين نحن من القيم والعادات التي ننافس بها الكثير من المجتمعات، وأين دور المرأة في النهوض بالمجتمع، وأين تلك المرأة المكافحة التي مابرحت تحافظ على أسرتها وتسعى إلى بناء جيل يساهم بدوره في بناء مجتمعه؟
بالطبع نحن لسنا في المدينة الفاضلة، وليس مجتمعنا محصنا ضد التحولات الاجتماعية والثقافية، ولكن هل ينحصر دور الدراما في تسليط الضوء على السلبيات فقط، أم إن رأس المال هو سيد الأعمال جميعها، يوجهه حيث الربح والإثارة والتشويق؟
الدراما صناعة ثقافية، اجتماعية، ولانبالغ إن قلنا إنها تربوية هادفة، وعلى المنتجين التحلي بالرقابة الذاتية واحترام خصوصية مجتمعنا، فنحن في مرحلة إعادة بناء للبشر قبل الحجر، والدراما من أهم الوسائل المؤثرة في بيئتنا، لأنها في متناول الجميع.
لسنا ضد تسليط الضوء على الآفات الاجتماعية، ولكن دون تشويه للواقع، أو تقديمه بصورة غير لائقة، بل الاهتمام ما أمكن بتقديم رسائل إيجابية للمجتمع ومحاولة انتشاله من عثراته، والتصدي لبعض الأمراض الاجتماعية وتكريس القيم الإنسانية النبيلة، فكلنا شركاء في بناء سورية، وفي بناء صرحها ليطال كما عهدناه عنان السماء.