الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
يعد أحمد منصور سنديانة معتقة ومن جيل الرواد والمؤسسين المسرحيين في مدينة حمص، وبغيابه فقدت الحركة المسرحية ممثلاً وقف باقتدار فترك أثراً في الذاكرة وتوجهت “الثورة” لإلقاء الضوء على أعماله ومكانته.
نقيب الفنانين بحمص أمين رومية أكد بأن رحيل أحمد منصور سيتترك فراغاً كبيراً ولن يكون أحدٌ قادراً على سد الفراغ لتمتعه بموهبة فطرية كبيرة في التمثيل والإخراج.
قدم العديد من الأعمال المسرحية بحمص وخارجها فكان من المؤسسين لفرقة المسرح العمالي، ولايزال الجمهور الحمصي يتذكر أدواره المقدمة نظراً لبراعته وتفرده أثناء اعتلائه خشبة المسرح رغم عدم دراسته وإنما موهبته الكبيرة جعلته يتجاوز حتى الخريجين الأكاديميين في مجال التمثيل، معرجاً للحديث بأنه من مواليد حمص 1941 تعلم المسرح من الخبرة والتجربة والممارسة ودخل مجال الدراما المتلفزة فبرع فيها، موضحاً مدى قدرته التمثيلية، كما نوه إلى إخراجه المتميز في العديد من المسرحيات الخاصة بالطفل، كانت آخر أعماله في أحد مهرجانات نقابة الفنانين المسرحية منذ أربع سنوات، مشيراً إلى صدقه وتواضعه وحبه للآخرين وتمتعه بملكة رواية النكتة.. ويعتبر أحد الظرفاء الحمصيين وعضو نقابة الفنانين ورئيس الفرع بين عامي 2000 – 2002 والفرع يدين له بامتلاك مقره الحالي.
المخرج حسن عكلا أشار بأنه ممثل مبدع منذ بواكير أعماله وبداياته الأولى عام 1968 مارس فن المسرح بالمعسكرات والأفواج الكشفية الحمصية، واستثمر قدراته باعتباره مسرحياً شاملاً منذ أواخر الستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي إذ عملا معاً في نادي دار الفنون وفرقة المسرح العمالي، وكان يديرها فرحان بلبل. لعب الدور الأول في مسرحياته فكان ممثلاً متفوقاً وبدت قدراته منذ بداياته الأولى في إنقاذ المسرح الشبيبي حيث تفرغ للعمل فيه وقدم مجموعة الأعمال المسرحية كان مخرجها وبدا في مجمل أعماله المقدمة مثقفاً في أدائه التمثيلي وممثلاً بارزاً.
المخرج عكلا تابع حديثه بأنه عمل معه ممثلاً مسرحياً ولعب أدواراً مهمة قدمها للمسرح القومي فكان ممثلاً مالكاً لأدواته يستثمرها على الخشبة ولم يفشل في أي من أدواره المؤداة فلفت نظر المخرجين المسرحيين والتلفزيونيين خارج حمص، منوهاً إلى إسناده أدواراً مهمة في أعمالهم ونجح باقتدار ممثلاً تلفزيونياً ومسرحياً، معتبراً رحيله خسارة كبرى للحركة المسرحية بحمص والقطر ولن ينساه كل من شاهده.
المخرج والممثل والكاتب تمام العواني أكد خلال حديثه بأن “أبا جاسم” قامة فنية وثقافية وترك أثراً كبيراً بموته في مقاعد الممثلين ويعد شيخهم في مدينة حمص، فمازالت مسرحية “الحلاج” إِحدى أدواره المميزة لإبداعه كممثل أثناء أدائه شخصية عبد المطلب في مسرحية “الممثلون يتراشقون الحجارة” إخراج المسرحي فرحان بلبل، وأشار إلى عمله معه في نادي دوحة الميماس عندما قدم شخصية “السكران” ببراعة للكاتب والمخرج محمد بري العواني، وأردف بأنه تاريخ حافل بالعطاء وسيمر زمن طويل جداً كي يظهر ممثل آخر شبيه له.
بينما الممثل محمد خير كيلاني تطرق قائلاً: بأنه فنان المسرح، وقد اعتلى خشبته قبل أن تخطفه التلفزة، فكان ممثلاً لفرقة المسرح العمالي ومخرجاً لاتحاد شبيبة الثورة خبيراً في التعامل مع الممثلين، ملخصاً تجربته معه بأنه قدم عملاً مهماً في المسرح الشعبي الذاتي، إذ قدما معاً عملين تراثيين يختصان بالعادات والتقاليد الحمصية. أما في التلفزة السورية فقدما معاً مسلسلي الخيزران ووداي السايح إضافة إلى خماسية نرجس، متابعاً حديثه عن مسرحية ليالي الزوال إخراج حسن عكلا، وكان أحد نجوم مهرجان حمص المسرحي كمشاهد وناقد بينما أنهى حديثه عن حياته ضمن المجتمع الحمصي فكان نجماً اجتماعياً في المدينة.