الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
منذ بدء الحرب العدوانية على سورية وحتى يومنا هذا يثبت الجيش العربي السوري أنه القوة القادرة على محاربة ومواجهة الإرهاب على الأرض السورية، وسحق جماعاته وتنظيماته في الزمان والمكان الذي يختاره ويحدده، بالتوافق والانسجام مع خططه واستراتيجيته العسكرية والوطنية في التصدي لهذه الجماعات والتنظيمات بشتى ألوانها ومشاربها وتبعياتها.
فعلى مدى عشر سنوات تقريباً خاض الجيش العربي السوري مئات المعارك الحامية الوطيس ضد التنظيمات الإرهابية، وفي ظروف قاسية ومعقدة مستخدماً كافة صنوف الأسلحة والفنون القتالية من الحروب النظامية وصولاً إلى حرب الكمائن وتكتيكات أخرى، ليسطر ببطولاته وتضحياته وبدماء شهدائه ملاحم من البطولة والشرف والمجد، حيث قدم في كل معركة دروساً جديدة حول كيفية حماية الوطن والحفاظ على أمنه وسيادته والدفاع عن أبنائه، وهو الأمر الذي أثار إعجاب الكثير من المراقبين والمتخصصين في فنون الحرب ودفعهم إلى دراسة الخطط والاستراتيجيات التي انتهجها الجيش خلال معاركه ضد المجموعات الإرهابية، من أجل توثيقها وتدريسها في الأكاديميات والكليات والمعاهد العسكرية.
فأغلب المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية – إن لم تكن كلها – كانت نوعية واستثنائية من حيث التكتيك والمنهجية والتوقيت ونوعية الأسلحة المستخدمة وسرعة الحسم، وكثير منها سيبقى راسخاً في ذاكرة كل من شهدها وتابعها وعاشها لحظة بلحظة، بدءاً بمعارك دمشق وريفها، ولاسيما معارك تحرير أحياء جوبر والمخيم والقدم والغوطتين وحرستا والزبداني والقلمون الغربي والشرقي، وصولاً إلى معارك مدن وأرياف حمص وحماة وحلب واللاذقية ودرعا وإدلب ودير الزور والبادية والسلسلة تطول، لجهة الآثار الإيجابية الكبيرة التي تركتها نتائج هذه المعارك على الروح المعنوية لأهلنا في هذه المناطق وباقي المناطق التي دنسها الإرهاب.
ففي نهاية عام 2019 وتحديداً في الرابع والعشرين من كانون الأول أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بياناً تحدثت فيه عن إنجازات الجيش العربي السوري خلال أيام قليلة في أرياف حماة وإدلب، حيث كان للبيان وقع الصدمة على منظومة الإرهاب، لأنه وثق انتصارات وإنجازات كبيرة خلال بضعة أيام، حيث جاء في البيان أن الجيش طهر خلال أيام قليلة ما يزيد على 320 كيلومتراً مربعاً وطرد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة منها، ودخل إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي منها أم تينة وتلدم وأبو شرقي والصيادة والشعرة والمديرسة والربيعة والخريبة وبرنان والبرسة وفروان وقطرة والحراكي وأبو دفنة وخربة معراتا وفعلول وأبو مكة والصرمان والسقيعة وكرسنتة والبرج والسرج وسحال وبريصة والفرجة وأم جلال وتل الشيح وأبو حبة والرفة وتل حران وحران والقراطي والهلبة وتعل التح والتح ومعيصرونة وتل معران وجرجناز وتحتايا وتل السيد جعفر والبلوطة وأم الجبل وتل أبو حامد، وهي قرى وبلدات ذات مساحات شاسعة وطبيعة جغرافية معقدة ووعرة تحتاج إلى تكتيكات مختلفة للتعامل معها.
ولا يزال جيشنا البطل يتابع دحر فلول تنظيم داعش المهزوم في البادية السورية ويقضي على عصاباتها المنفلتة، رغم كل الدعم المقدم لها من قبل قوات الاحتلالين الأميركي والتركي في الشمال السوري، ما يعكس جاهزيته الدائمة والمستمرة لمحاربة الإرهاب وتنظيف الجغرافيا السورية من كل الجماعات الإرهابية التي عاثت فسادا في سورية خلال العشر سنوات الماضية.
وهذا ما يؤكد على الدوام أن جيشنا البطل هو درع الوطن الحصين، وسلاحنا الأمضى للقضاء على الإرهاب، فهو المدافع عن الأرض والعرض والكرامة والاستقلال والسيادة ، وفق ما تكفله كل الشرائع والقوانين الدولية، وستبقى انتصاراته وإنجازاته وتضحياته منارة لكل من يدافع عن وطنه وكرامته في وجه الغزاة والمحتلين.