الثورة اون لاين – سلوى إسماعيل الديب:
للخطاب اللغوي في القصة والرواية عدة تقنيات قام الدكتور الباحث وليد العرفي بدراسة نقدية بعنوان “تقنية الخطاب اللغوي في القصة والرواية”،الصادرة عن دار الينابيع بواقع ( 97 )صفحة من الحجم الصغير، سبر من خلالها غور تجربة الروائي عبد الغني ملوك في مجموعته القصصية “مرايا النهر” وروايته “أواخر الأيام” تناول فيها تقنية العنونة وفاعلية جذب القارئ، وتوقف من خلالها عند العتبات النصية لروايات الكاتب حسب توالي صدورها. بما أنّ للعنونة أهمية والدخول إلى الفضاء النصّي للرواية وقد طرح من خلالها عدة أسئلة: إلى أيّ مدى يمكن أن يكون العنوان علامة واسمة للنص الروائي ككلّ؟
هل ثمّة عنوان جامع لما في الرواية من زمان تمتد أمكنته المتعددة، وشخصيات متغيرة، وتغييرا بالمواقف والمشاعر؟
فحلل عنونة كل من رواية “أحلام الذئاب” ومالها من بعد معياري يبدو للوهلة الأولى، وكذلك رواية “السوسن البري” لما لها من تركيب اسمي وصفي، ورواية “مجامر الروث” التي جمع فيها بين لفظين جمع ومفرد، وهما من حقلين مختلفين للدلالة.
وأشار الباحث بأن “مرايا النهر” انعكاسات لمشاهدات الكاتب الحياتية في مدينة حمص ونهرها العاصي .
وتناول تقنية مراسم الشخصيات في قصص “مرايا النهر”، ليشير خلالها إلى الأبعاد الأربعة للشخصية التي اتفق عليها النقاد، وهي البعد المادي الذي يعتمد الكاتب في تقديمه على الإسهاب بوصف الدجال ورسم ملامح شخصيته، أما شخصيات البعد الاجتماعي فميز بين نمطين هما: الشخصيات التي تنتهز فرصة لتغيير واقعها على حساب ذاتها ومبادئها، وأما النمط الثاني فهي الشخصيات العصامية التي تبدل نفسها بنفسها .
أما بخصوص شخصيات البعد النفسي، فقد أشار إلى : عادل وأبو أحمد الزبال الذي تنتهي حياته بالانتحار تعبيرا عن نفسيةٍ محطمة .
وأشار العرفي على بناء القصة وقد اعتمد على طريقة التداعي في سرد الأحداث، ونوع في تقنيات العرض بين السرد الاستذكاري والحوار القائم على الحدث في الزمن الحاضر، وهو بين هاتين التقنيتين كان يعمد إلى التدخل لتوضيح حدث أو لتسريع حركة الزمن بالانتقال من شخصية إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر.
ولجأ الكاتب إلى تنويع لغته، فجاءت مزيحاً بين العقوبة القريبة من لغة الناس العاديين واللهجة المحلية في بعض المواضع.
وقد لجأ إلى تقنية الوصف في رسم المشاهد الجامدة والمتحركة مع إسباغ صفة الأنسنة على بعض رموز الطبيعة .
وأشار إلى فطنة الكاتب التي تشير بأن للقصة بداية مفتوحة غير منتهية على ما سيأتي بعدها من أحداث، لتكون الشخصيات التي ترتبط بشخصية عنايات هي محور قصص مرايا النهر.
وتميزت نهايات خواتم القصص بتسليط الضوء على مآلات شخصياتها التي جسدت كل شخصية في قصصها العشرين نموذجا بشرياً من خلال انتماءاتها الطبقية وتباين مستوياتها الفكرية، فكانت نهايات مغلقة مأساوية ونهايات مفتوحة مفرحة..
وتطرق الباحث لرواية “أواخر الأيام” من خلال فاعلية السرد الروائي وجاذبية الحدث.
فتحدث عن بنية العنوان اللغوية التي تقوم على تركيب إضافي يرتبط ارتباطاً سيكولوجياً بالخبرة التراكمية .