في قمتها المقبلة.. مجموعة السبع عليها أن تساعد في تطعيم العالم المصدر: Project Syndicate

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

تفشل أغنى دول العالم في دعم التعاون العالمي اللازم لهزيمة وباء كورونا، ولكن في قمة مجموعة السبع، التي ستُعقد في حزيران في المملكة المتحدة، يجب على القادة السياسيين الاتفاق على خطة مالية لدعم التعاون الدولي بشأن COVID-19، وذلك بدءاً من الحصول العادل للجميع على اللقاحات.
“لا أحد في أمان حتى يصبح الجميع آمنين”، هو الشعار المميز لعصر COVID-19، فهو يجسد الحقيقة الأساسية لدعم معركة البشرية في مواجهة فيروس لا يعترف بحدود، لذلك ليس هناك بديل عن التضامن الدولي على الإطلاق.
يُعتبر تطوير لقاحات COVID-19 الآمنة والفعالة انتصاراً علمياً، فقد تم اختبار الشراكات الجديدة التي تضم الحكومات والشركات والمؤسسات متعددة الأطراف، وبدأت إدارة اللقاحات في وقت قياسي. ويوفر الوصول إلى مسرع أدوات كوفيد-19، (ACT-A)- وهو شراكة فريدة بين منظمة الصحة العالمية وغيرها- إطاراً متعدد الأطراف للتعاون في التشخيص والعلاج واللقاحات. كما قدمت منشأة الوصول العالمي للقاح كوفيد-19، (COVAX)، وهي ركيزة أساسية في تلك الشراكة، حتى الآن ما مجموعه 40 مليون جرعة في أكثر من 100 دولة.
على الرغم من جميع هذه الإنجازات، فإن عدم المساواة في توزيع اللقاحات آخذ في الاتساع يوماً بعد يوم، حيث تستحوذ البلدان ذات الدخل المرتفع على أكثر من نصف طلبات اللقاحات المؤكدة ، أو حوالي 4.6 مليارات جرعة، وهو ما يكفي لتطعيم سكانها عدة مرات في بعض الحالات، ومع أن أفقر البلدان النامية، والتي يبلغ عدد سكانها أضعافاً إلا أنه ليس لديها سوى نصف عدد الطلبات المؤكدة.
هذه الفجوة في توزيع اللقاح تسلط الضوء على وجود ظلم كبير، حيث يمثل عدم وصول فقراء العالم للقاح ضد COVID-19 فشلاً أخلاقياً كارثياً، إلا أن الانتشار السريع للفيروس التاجي المتحور سيشكل تهديداً للصحة العامة للناس في كل مكان، وحتى في البلدان الغنية والمتقدمة. علاوة على ذلك، فإن اضطراب السوق الناجم عن انخفاض معدلات التحصين في البلدان النامية يمكن أن يكلف الاقتصاد العالمي 9.2 تريليون دولار، حيث تمثل الاقتصادات المتقدمة نصف الخسارة.
باختصار، هناك حجة أخلاقية ووبائية واقتصادية ساحقة لاتخاذ إجراءات جماعية عاجلة لتحقيق العدالة في اللقاحات، وكلما عملنا بشكل حاسم كمجتمع بشري واحد، سيتم إنقاذ المزيد من الأرواح، وستتعافى الاقتصادات بشكل أسرع.
يجب على دول مجموعة السبع أن تزيد بشكل عاجل من دعمها لـ(ACT-A) مع دعم الجهود لبناء الاعتماد على الذات في اللقاحات في البلدان النامية، لبناء دفاعات عالمية فعالة ضد COVID-19 والتهديدات الوبائية المستقبلية، ونحتاج إلى المشاركة العادلة للقاحات والمشاركة المفتوحة للمعرفة والمعلومات والتكنولوجيا اللازمة لتطوير قدرات التصنيع المعقدة عند الحاجة. إن التنازل عن حقوق الملكية الفكرية طوال مدة الوباء سيساعد في تسهيل المشاركة وزيادة الإنتاج وخفض الأسعار، وقد قدمت حكومتا جنوب إفريقيا والهند مقترحات إلى منظمة التجارة العالمية.
كما أن التزام مجموعة السبع بحوالي 30 مليار دولار سنوياً على مدى العامين المقبلين، مع استكماله بتدابير أوسع لدعم الاعتماد على الذات في اللقاحات، سيجعل هذا الهدف في متناول اليد، بالإضافة إلى أنه سيساعد في سد فجوة التمويل الحالية لـ ACT-A لهذا العام والتي تبلغ حوالي 22 مليار دولار.
كتب رئيس جنوب إفريقيا” رامافوزا” ورئيسة وزراء النرويج ” إرنا سولبرغ ” إلى الحكومات يقترحان ترتيباً عالمياً لتقاسم الأعباء المالية على أساس الوزن الاقتصادي النسبي للدول.
والسؤال هنا هل تستطيع دول مجموعة السبع تحمل خطة عدم الاستثمار؟، التمويل المطلوب يعادل تقريباً ما يمكن أن تخسره اقتصادات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى كل أسبوعين بسبب الاضطراب التجاري الناتج عن محدودية الوصول إلى اللقاح. علاوة على ذلك فإن التطعيم العادل سوف يتم دفع ثمنه. ويقدر صندوق النقد الدولي أن الاقتصادات المتقدمة ستكسب أكثر من 1 تريليون دولار من العائدات الإضافية من التعافي الاقتصادي الذي تحقق من خلال التطعيم العالمي المتسارع، عائد قدره 16 دولاراً لكل دولار واحد يتم استثماره.
يجب أن تكون حكومات مجموعة السبع أكثر طموحاً في الاستفادة من موارد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للاستجابة لفيروس كورونا، ومن ناحية أخرى فإن البلدان منخفضة الدخل التي تواجه مزيجاً قاتلاً من انخفاض النمو، والديون غير المستدامة، والحيز المالي المحدود، هي بحاجة ماسة إلى الدعم المالي، وقدر صندوق النقد الدولي مؤخراً أنه يلزم 200 مليار دولار إضافية لاحتواء الجائحة، بما في ذلك تمويل النظم الصحية وبرامج التطعيم.بالطبع، التمويل هو مجرد جزء واحد من المعادلة، حيث يجب علينا ضمان أن يكون لجميع الحكومات، والمجتمع المدني، صوت في تشكيل التعاون الدولي.
وتوفر منظمة الصحة العالمية منبراً متعدد الأطراف لذلك الصوت، ولها دور رئيسي تلعبه في تحقيق العدالة في توزيع اللقاحات لجميع البلدان وبدون استثناء، وعلى قادة مجموعة السبع إظهار التضامن العالمي لمواجهة هذا الوباء القاتل، فسلامة مواطنيهم وآمال العالم تعتمد على ذلك.

 

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة