الثورة اون لاين – ترجمة غادة سلامة:
أدلى الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القوات الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، والجنرال كينيث ماكنزي، قائد القوات المركزية الأميركية، بشهادتهما أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 22 نيسان حول قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2022 والذي ورد أنه يتضمن ما مجموعه 753 مليار دولار لعمليات البنتاغون حول العالم.
وكانت آخر مرة خاطب فيها تاونسند من أفريكوم تلك اللجنة في كانون الثاني من العام الماضي، عندما تحدث بعمق عن إستراتيجية قيادته، وعلى نطاق أوسع ، استراتيجية الولايات المتحدة الشاملة تجاه إفريقيا.
وقال: انه يتعين على ستة قادة أوامر قتالية لجغرافية موحدة يستخدمها البنتاغون لتقسيم العالم – وهم القيادة الأفريقية والقيادة المركزية والقيادة الأوروبية والقيادة الهندية والمحيط الهادئ والقيادة الشمالية والقيادة الجنوبية- وعلى ذلك عليهم واجب المثول أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وما يعادله في مجلس النواب لالتماس التمويل، وبالتالي يجب تقديم تقرير عن أنفسهم وعن أعمالهم .
وظهر الجنرال تاونسند أيضًا أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في آذار 2020 مع الجنرال ماكنزي قائد القيادة المركزية في جلسة استماع حول تحديات الأمن القومي والأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي شهادته في العام الماضي، لم يوضح تقرير وشهادة تاونسند منظور أفريكوم وخططها لثاني أكبر قارة في العالم من حيث عدد السكان فحسب، بل حدد مسبقًا ما آلت إليه الاستراتيجية العالمية المركزية للولايات المتحدة حول إفريقيا، والتي أصبحت الآن جاهزة تماما مع إدارة بايدن.
إن الولايات المتحدة في الواقع تضع نفسها في منافسة غير شريفة مع الصين وروسيا، واللتان تكن لهما إدارات أميركا المتعاقبة العداء في كل جزء من العالم. من أفريقيا إلى القطب الشمالي، ومن أوروبا إلى أميركا الجنوبية، ومن الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وفي كل فئة عسكرية ومدنية، وفي التجارة والطاقة ومشاريع إنشاء الموانئ والسكك الحديدية والطرق، والاستثمارات الأجنبية في القطاعين العام والخاص، والعلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى في العالم، فالولايات المتحدة تحاول السيطرة على ممرات الشحن ونقاط الاختناق البحرية، ومبيعات الأسلحة الدولية، والتدريب العسكري للقوات المسلحة للدول الأخرى.
وقد احتوى العرض الذي قدمه تاونسند العام الماضي في قسم ما يسمى إفريقيا والأمن القومي الأميزكي على الجغرافيا السياسية التي تستحضر كتابات هالفورد ماكيندر في تعريف إفريقيا على أنها مفترق طرق عالمي، حيث “تراقب إفريقيا نقاط الاختناق الاستراتيجية وخطوط الاتصال البحرية ، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق على الجانب الجنوبي لحلف الناتو والبحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة موزمبيق”.
إن الإشارة إلى الجناح الجنوبي لحلف الناتو ليست عرضية ولا ثانوية، نظراً لأن كل دولة في أوروبا باستثناء روسيا (ودولة الجزيرة الصغيرة في قبرص) هي عضو أو شريك في الناتو من المنظور الأميركي، وبما أن كل دولة في شمال إفريقيا باستثناء ليبيا (في الوقت الحالي) هي عضو في الشراكة العسكرية للحوار المتوسطي لحلف الناتو، فإن إفريقيا من المنظور الأميركي الضيق للأمور هي عضو في الناتو وإن الممرات المائية المذكورة أعلاه ضرورية لعمل ليس فقط أفريكوم، ولكن لجميع القيادات الأميركية الموحدة في جميع أنحاء العالم وهي ضرورية للولايات المتحدة الخائفة من روسيا والصين.
إن أي شخص مطلع على تاريخ أفريقيا على مدى الخمسمئة عام الماضية يجب أن تصيبه الدهشة من هذا الادعاء، لان واشنطن لم تقم فقط بالإكراه والاستغلال لمعظم إفريقيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل لعبت دوراً أساسيا في العديد من الانقلابات والحروب العنيفة والمدمرة لتلك القارة.
بقلم ريك روزوف
المصدر: “ان فورميشين كليرنغ هاوس”
