الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
سيكون ملعب (ألفريدو دي ستيفانو) في مدريد اليوم الثلاثاء الساعة العاشرة ليلاً مسرحاً لأولى مباراتي الدور نصف النهائي للنسخة الـ 66 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنكليزي.
فأن يكون ريال مدريد متواجداً في هذا الدور ، هذا أمر روتيني بالنسبة إلى فريق توج باللقب 13 مرة ووصل إلى النهائي في ثلاث مناسبات أخرى، لكن مواجهته مع تشيلسي تحمل هذه المرة أهدافاً تتجاوز النتيجة.
ويدخل بطل الليغا الإسباني مواجهته الرسمية الأولى مع تشيلسي منذ خسارته أمام النادي عام 1998 في الكأس السوبر الأوروبية (0-1) والأولى على صعيد مسابقة كبرى منذ نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1971 (1-1 ذهاباً و1-2 إياباً)، وسط حملة من التهديدات بمعاقبته من قبل الاتحاد القاري (UEFA) لدوره في إطلاق الدوري السوبر الأوروبي.
وكان ريال وغريمه برشلونة وجوفنتوس الإيطالي من الفاعلين الأساسيين في إطلاق الدوري السوبر المنافس لدوري الأبطال، قبل أن يصطدم المشروع بحملة مضادة شعواء من قبل الاتحادين القاري والدولي والمشجعين والاتحادات الوطنية وحتى السياسيين.
وكان من المفترض أن يكون تشيلسي الذي يخوض مباراة الذهاب على ملعب النادي الملكي، من المؤسسين الـ12 للدوري السوبر، لكنه والأندية الإنكليزية الخمسة الأخرى رضخت للضغوط واتخذت قرار الانسحاب، ما أدى إلى انهياره.
ووسط هذه الظروف والتهديدات القائمة حالياً بمعاقبة ريال وجوفنتوس وبرشلونة لعدم انسحاب الثلاثي من المشروع، يسعى عملاق مدريد الى توجيه رسالة للجميع، لا سيما الـ (UEFA) بأن نادياً بحجم ريال، صاحب الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة القارية الأم، لا يُهدّد بهذه الطريقة، لأن إبعاده عن المشاركة القارية سيكون خسارة لأوروبا بأكملها وليس له شخصياً.
والأرقام تعكس بوضوح مكانة ريال في القارة العجوز، إذ يخوض نصف النهائي للمرة الثلاثين في رقم قياسي يبعده عن الثاني بايرن ميونيخ الألماني (20) وبرشلونة (16) بفارق كبير.
ومن المؤكد أن الفوز بدوري الأبطال يعتبر الهدف الأسمى لجميع الأندية، لكن الأهمية تتضاعف هذه المرة بالنسبة لفريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان ورئيس النادي فلورنتينو بيريز، لأنه سيكون من الصعب على الـ (UEFA) اتخاذ قرار بإبعاد حامل اللقب عن المشاركة الموسم المقبل، لاسيما إذا كان بحجم ريال، لأن ذلك سيؤثر كثيراً على قيمة البطولة.
وإدراكاً منها بأهمية أن يفوز ريال بلقب المسابقة هذا الموسم، أطلقت جماهير جوفنتوس وميلان وبرشلونة حملة تعاضدية تساند النادي الملكي ورئيسه بيريز من أجل الفوز باللقب الرابع عشر.
وبدا بيريز واثقاً بعد انهيار أو بالأحرى تأجيل انطلاق الدوري السوبر الذي لا يزال ضمن مخططات ريال وبرشلونة جووفنتوس، مطمئناً الى أن فريقه لن يطرد من دوري الأبطال هذا الموسم، قائلاً لبرنامج (إل تشيرينغيتو) التلفزيوني : هي تهديدات من أحد يخلط بين الاحتكار والملكية.وتابع: لن يُطرد مدريد من دوري الأبطال، بالطبع لا. ولا حتى سيتي (مانشستر سيتي الذي يتواجه الأربعاء مع باريس سان جيرمان الفرنسي في نصف النهائي الثاني) أو أي فريق آخر.
الآن وبعدما أرجىء هذا المشروع بحسب ما صدر عن الثلاثي ريال وبرشلونة وجوفنتوس، سيكون التركيز منصباً على أن ينجح النادي الملكي في تخطي تشيلسي والفوز باللقب الذي يرتدي أهمية أيضاً على الصعيد التنافسي لفريق زيدان، لا سيما أن لقب الدوري الإسباني مهدد في ظل الصراع المحتدم مع جاره أتلتيكو المتصدر وبرشلونة.
وبعد تعثر ريال (بالتعادل) وأتلتيكو (بالخسارة) في الليغا، يبدو أن الأفضلية في السباق أصبحت لبرشلونة الذي يتخلف بفارق نقطتين عن الصدارة وفي جعبته مباراة مؤجلة.
وبانتظار العودة الى شجون الدوري المحلي المشتعل تماماً مع وجود إشبيلية أيضاً في قلب الصراع بما أنه لا يتخلف سوى بفارق ثلاث نقاط عن أتلتيكو المتصدر، يأمل ريال أن يقطع اليوم شوطاً هاماً نحو النهائي ومحاولة الفوز باللقب الرابع بقيادة زيدان الذي قاده الى التتويج ثلاث مرات متتالية بين 2016و 2018.
وفي المرات الثلاث السابقة التي وصل فيها زيدان الى نصف النهائي، ذهب ريال حتى النهاية وأحرز اللقب، ما يعزز حظوظه في مواجهة تشيلسي الطامح لإحراز لقبه الثاني في المسابقة بعد عام 2012.
وستكون المباراة بطابع خاص بالنسبة لصانع ألعاب ريال مدريد إيدين هازارد، الذي عاد في الوقت المناسب من الإصابة لمواجهة الفريق الذي دافع عن ألوانه من 2012 حتى 2019، قبل أن ينضم الى النادي الملكي.
وخاض هازارد 13 دقيقة في مباراة السبت ضد ريال بيتيس وقدم أداء مميزاً، رغم عدم تمكنه من كسر التعادل.
وتعود المشاركة الأخيرة لهازارد إلى 13 شباط قبل أن يتعرض لإصابة جديدة تضاف إلى الإصابات الكثيرة التي لاحقته منذ انضمامه إلى النادي الملكي.