الثورة أون لاين- دينا الحمد:
لما وجدت منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن وحلفائها الغربيين نفسها في مأزق، وخسرت في حربها العسكرية ضد سورية، اتجهت إلى استخدام أسلحة عديدة لإسقاط الدولة السورية، منها إصدار القرارات من قبل المؤسسات الدولية التي تدينها وتشرعن العدوان عليها، ومنها النفخ بمسرحيات التضليل الكيميائية وملفات حقوق الإنسان المزعومة، ومنها الإرهاب الاقتصادي الذي تمثل بوجوه عديدة منها التجويع ومنها إصدار ما يسمى “قانون قيصر” ومنها تشديد الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرض على السوريين عقوبات شديدة.
فبعد فشل مرتزقتها وإرهابييها في الميدان، وبعد فشل عدوانها العسكري المباشر وعدوان الكيان الإسرائيلي الغاصب غير مرة، وبعد سلسلة من نجاحات الدولة السورية في تحرير الأرض وامتلاك مقومات الصمود، اتجهت هذه المنظومة العدوانية إلى أسلحة العقوبات الفتاكة علها تنجز شيئاً، أقله محاولة الضغط على الدولة السورية وحكومتها ومؤسساتها للتراجع عن مواقفها وقراراتها الوطنية والسيادية والانصياع لمشاريع الغرب الاستعماري.
وتمثلت هذه العقوبات بجملة مما سمتها منظومة العدوان “قوانين” وليس فيها من القانون الدولي بشيء، وفي مقدمتها ما يسمى “قانون قيصر” الإرهابي الذي حرم السوريين من أبسط مقومات الحياة كالدواء والغذاء والطاقة، وبجملة من الإجراءات الأوروبية والغربية القسرية أحادية الجانب، واستحضرت بشكل مناف للقانون الدولي ومخالف لمبادئ الأمم المتحدة كل مفردات العقوبات والحصار لتحارب السوريين بلقمة عيشهم ورغيف خبزهم.
وكانت المفارقة الصارخة أن الإعلام التضليلي الغربي سوَّق للعالم الأكاذيب التي تدعي أن ما يسمى قانون “قيصر” وعقوبات واشنطن على السوريين وحصارها لهم هدفها حمايتهم وإنقاذهم المزعوم من “دولتهم”، وأن تلك العقوبات والحصار لا تستهدف إلا بعض الأشخاص في الحكومة السورية، وكان العالم كله يشاهد آثار هذا الكذب المبرمج على الأرض، وافتضح أمر الغرب الذي يفرض العقوبات على الأطفال والنساء والشيوخ، تماماً كما تم فضحه وتزويره وتسييسه لملفات حقوق الإنسان المزعومة، وكما فضحت مسرحياته الكيماوية المزيفة، مروراً بعشرات القضايا الأخرى التي قلبت الحقائق وزورت الوقائع.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه أن مسؤولي أميركا والغرب أنفسهم أقروا لاحقاً أن عقوباتهم هي التي أضرت بالشعب السوري، ومنهم “روبرت فورد” السفير الأميركي السابق في سورية الذي كان يقول في الماضي بأن عقوبات بلاده وحصارها للسوريين لا تستهدف المدنيين، ثم عاد لاحقاً ليقر ويعترف ويصرح بأن السوريين يعانون في معيشتهم بسبب العقوبات الغربية، وأن صعوبة تأمين مستلزمات حياتهم اليومية الأساسية كالنفط والغاز والمواد الغذائية ورغيف الخبز وحبة الدواء، ووقوفهم في صفوف الازدحام التي تجذب عدسات المصورين المحترفين ناجمة عن عقوبات بلاده وإجراءاتها الاقتصادية ضدهم.
هكذا ارتكبوا جرائم الإرهاب الاقتصادي بحق الشعب السوري، مثلما ارتكبوا كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضده، وهكذا فضحوا أنفسهم بتصريحاتهم واعترافاتهم، وهكذا انتصرت إرادة الحياة لدى السوريين على كل إرهابهم وحصارهم
التالي