السادس من أيار.. تضحيات كللت سورية بالغار

الثورة أون لاين – ريم صالح:

‏ في حضرة الشّهادة تستنهض ذاكرة التاريخ، لتروي ملاحم البطولة والفداء، التي سطّرها شهداؤنا الأبرار عبر تاريخ سورية الزاخر بالتضحيات، فتذوب المعاني أمام عظمة الشهادة، ونستخلص المآثر والعِبر، وتنحني هاماتنا إكراماً وإجلالاً، لقامات عانقت المدى وعشقت الحرية، لتكتب لنا الحياة بدمائها الطاهرة الزكية.‏
اليوم، وكما في كل يوم، يستحضر السوريون ذكرى شهدائهم الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن دفاعاً عن كرامته واستقلاله وسيادته ومستقبله، من أول قافلة عام 1916 أيام الاحتلال العثماني وما تلاها من قوافل شهداء الاستقلال والجلاء في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وشهداء حرب تشرين التحريرية، وصولاً إلى قوافل الشهداء التي يقدمها جيشنا الباسل في معركته ضد الإرهاب المدعوم أميركياً وغربياً وصهيونياً، ومن قبل نظام أردوغان، وبعض الأعراب، بهدف النيل من سورية وأمنها واستقرارها خدمة للمشروع الصهيو-أميركي للسيطرة على المنطقة، وشرعنة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وتكريس وجوده غير الشرعي، كقاعدة متقدمة للإرهاب الأميركي والغربي.
في السادس من أيار نستمد من ذكرى شهدائنا الأبرار قيم التضحية والبطولة والفداء، ونستحضر ذكرى الشهداء من المناضلين الأحرار الذين رفضوا الانصياع للطاغية العثماني جمال السفاح، الذي حمله استبداده على إعدامهم في دمشق وبيروت، بعد أن اقتادهم مكبلين بأصفاد العزة والكرامة، فاستقبلوا أعواد المشناق وحناجرهم تصدح: “نحن أبناء الألى.. شادوا مجداً وعلا.. نسل قحطان الأبي.. جد كل العرب.. مرحباً بأرجوحة الشرف مرحباً بأرجوحة الأبطال.. نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة”، فكان هذا اليوم خالداً في حياة السوريين، حيث واصلوا مسيرة العطاء نفسها، فهذه الذكرى تتجدد قدسيتها من خلال الدماء الطاهرة التي ما زالت مدرارة في ميادين القتال ضد التنظيمات الإرهابية وداعميها، ليحطم السوريون بتضحياتهم أوهام رعاة الإرهاب، ويقهرون مخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية، وهذه الدماء الطاهرة ستبقى منارة وسبيلاً لصون كرامة الوطن والحفاظ على سيادته وبناء مستقبل أجياله القادمة.‏
‏فرجال الجيش العربي السوري الميامين يبذلون أرواحهم، وأيديهم باقية على الزناد إلى آخر قطرة من دمهم في ساحات المعارك، والشهداء من العمال والمعلمين والعاملين في مختلف قطاعات الدولة حملوا الأمانة واستمروا في أعمالهم لتبقى مؤسسات الدولة رغماً عن أنوف المخططين والمنفذين لهذه الحرب الإرهابية بكل أشكالها وعناوينها.. وأيضاً شهداؤنا من الإعلاميين فقد كانوا ولا يزالون نبراساً للوطنية والحقيقة، وكل السوريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم ما زالوا واقفين منذ عشر سنوات إلى جانب جيشهم البطل في حربه المفتوحة على الإرهاب،‏ وهم سيبقون كذلك حتى اجتثاث الإرهاب من جذوره وإعلان النصر الناجز والكامل، لينعم الوطن، والأجيال القادمة بمستقبل أكثر إشراقاً، يليق بحضارة السوريين وتاريخهم المشرف.
سجل سورية حافل بأولئك المؤمنين بوطنهم، والعظام في تضحياتهم، والمبدعين في تسطير ملاحم البطولة، بدءاً من يوسف العظمة، ذاك البطل الذي رفض دخول القوات الفرنسية إلى دمشق فاستشهد مع مئات من زملائه في تحد لم تسجل كتب التاريخ له نظيراً، مروراً بالأبطال الذين خطوا مسيرة الاستقلال من الاحتلال الفرنسي بعد أن اندلعت الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش.. وأرواح‏ شهداء السادس من أيار تستنهض اليوم الهمم وتشحذها، وها هم أبطال جيشنا الباسل يجددون عهد الأجداد، لترتقي الأرواح المؤمنة بالأرض والكرامة، وتتحول إلى كابوس يقض مضاجع العثمانيين الجدد، وكل من يدور في فلكهم الإجرامي، وتربك قوى الاستعمار الجديد التي قاومها الشعب السوري طوال تاريخه النضالي، ويواجهها اليوم متسلحاً بعقيدة الإيمان بالوطن، والمؤمن بأن الشهادة هي طريق النصر.

آخر الأخبار
فضاءات للراحة تحولت لكابوس حديقة الطلائع في طرطوس.. من أكلها الإهمال أم الفساد ؟ "المخطط الفينيقي" منافساً في كان سينما المرأة ألين جوفروا نصري.. تحضر الزمن ببراعة وعفوية "الصواعق" رقم واحد في الصالات "أزمة قلبية" و"إنعاش" يحصدان الجوائز "كما يليق بك" في "الدشيرة" معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة