الثورة أون لاين- عمان- المحامي سميح خريس:
بعد انقضاء عشرة سنوات كاملة على العدوان الآثم على الدولة السورية بعناصرها الثلاث (الأرض والشعب والسلطة الشرعية والمشروعة) وانسجاماً مع ما سمي زوراً وبهتاناً (الربيع العربي)، والذي قسم الشارع العربي عمودياً وأفقياً، رسمياً وشعبياً، وفتح الخندق السعودي الخليجي التركي ضد سورية، وتم استعمال الإرهاب بكافه صوره وإرهاب الأفراد والجماعات والدول وعبر الدول للإطاحة بالسلطة الشرعية والمشروعة بدمشق.
فإن صمود الدولة السورية نتيجة وحدة الشعب العربي السوري والتفافه مع حماة الديار استقطب حلفاء صادقين وجادين مع الدولة السورية (حزب الله وايران وروسيا) ونتيجة ذلك أصبحت الدولة السورية الصخرة الصماء التي تكسرت عليها كافة مؤامرات المتآمرين، واستمرت مؤسسة الدولة قائمة، وتم تحرير الجزء الأعظم من المساحة السورية أرضاً وشعباً، ودخلت سورية مرحلة التعافي.
اإن المتغيرات الدولية والإقليمية في المنطقة فرضت على الإدارة الأمريكية بعد ترامب استحقاقات جديدة تتمثل بأولويات جديدة للحفاظ على عالم أحادي القطبية.. أي الولايات المتحدة الأمريكية فقط، ومن أهم هذه الأولويات:
مواجهة الصين وروسيا الحليفين المنافسين اقتصادياً وعسكرياً، وبالتالي على أن يكونا القطب الثاني والعودة للاتفاق النووي الإيراني وإنهاء حرب اليمين، والانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان والعراق وسورية، وإعادة ترتيب العلاقة التحالفية مع الاتحاد الأوروبي.
إن هذه المتغيرات فرضت على السعودية ضرورة إعادة النظر بسياساتها السابقة في مواجهة ايران وسورية، الأمر الذي استدعى أن طلبت السعودية من رئيس وزراء العراق الكاظمي أن يتوسط لها مع ايران وإعلان رغبتها العودة وقد تحقق ذلك بالمحادثات السعودية/ الإيرانية في بغداد وقد تم الاتفاق بينهما على أن تغير السعودية سياساتها اتجاه اليمن وسورية.
ترجمة لذلك جاءت الخطوة السعودية نحو دمشق بأن أرسلت وفداً رسمياً، ليكون مشروعاً السؤال عن أثر ذلك على المنطقة العربية خصوصاً، والشرق الأوسط عموماً؟
استقرار المنطقة من خلال المشاركة السعودية مع سورية والعراق ومصر والأردن لمواجهة ومحارية الإرهاب والإرهابيين ويتحقق بذلك المصلحة لكل دولة.
اعتراف السعودية بخطأ سياساتها السابقة، وعدم قدرتها على الإطاحة بالسلطة الشرعية والمشروعة في دمشق.
ضرورة إعادة النظر نحو كامل المنطقة العربية وتوسيع محور السعودية العراق سورية مصر الأردن، الأمر الذي سيفرض على تركيا إعادة النظر بموقفها.
ضرورة تطوير التنمية العربية والتي تستدعي علاقات إيجابية.
إغاظة أعداء الأمة العربية بعودة التنسيق العربي.
وبالنتيجة فإن الدولة السورية ستعيد الى جامعة الدول العربية النفس القومي والنهج العروبي كشريك أساسي في ترتيب وإعادة صياغة المنطقة
