الثورة أون لاين – لميس عودة:
ليس مفاجئاً ما أماطت اللثام عنه وزارة الدفاع الروسية عن تجهيزات تخريبية تقوم بها الجماعات الإرهابية المنضوية تحت الإمرة الأميركية في معسكرات بالبادية السورية قرب تدمر، أعدتها واشنطن خصيصاً بالقرب من قاعدة إرهابها في التنف، وإعلانها كذلك عن استهداف هذه الجماعات بغارات جوية أدت إلى مقتل حوالي 200 إرهابي وتدمير أسلحتهم وعتادهم المتضمن عبوات ناسفة يجهزون لتفجيرها في عدد من المدن السورية.
بل إن هذه المخططات متوقعة، واللهاث المحموم لتنفيذ سيناريوهاتها الإرهابية على رأس الأجندات المرحلية الحالية لأميركا ومن هم في ركبها الاستعماري، لأن الحدث السوري الدستوري المرتقب كبير بمدلولاته ورسائله القوية، وهو استكمال لعقد الإنجاز السوري المحقق في كل الميادين وشتى المجالات، لذلك تبلغ المناورات العدوانية ذروتها التصعيدية.
فالسباق المحموم بخطوات عدوانية لتلغيم المشهد السوري المنتظر، ومحاولات النفخ في رماد الإرهاب مجدداً يجري بخطوات ممنهجة من قوى العدوان لتوتير الأوضاع، ومحاولة تلويث الأجواء الانتخابية بسموم العرقلة التي سبقها محاولات تدوير عصابات داعش، والتحضير لمسرحيات كيماوية في إدلب لاتهام الجيش العربي السوري، وما تم ترويجه الأسبوع الماضي على منصات الادعاء الغربي الكاذب من تلفيقات مفبركة تضمنها التقرير المسيس وغير النزيه لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية، كل ذلك يصب في سياق أجندة منظومة الإرهاب لاستهداف استقرار السوريين وزعزعة أمنهم.
وهذا ما يؤكد أن أعداء الشعب يعملون على أكثر من اتجاه وفي أكثر من مسار إرهابي سياسي واقتصادي وعسكري عدواني، في هذه المرحلة المفصلية من الإنجازات السورية، وطبعاً الغايات جلية وواضحة لا يحجبها غربال افتراءات كاذبة ولا تخفيها سحب تضليل، وتتمثل في عرقلة سير العملية الانتخابية كون إنجازها هو نصر مضاف إلى قائمة إنجازات الدولة السورية.
الحدث الانتخابي الرئاسي القادم يكتسب خصوصيته من أنه تم الإعلان عنه سورياً حسب الروزنامة الدستورية، وحسب التقويم التشريعي السوري بعيداً عن تدخلات أعداء الشعب السوري السافرة، وبمنأى عن عواصف التجييش والتحريض على الدولة السورية وجيشها البطل التي لم تهدأ يوماً، وهي تزداد حدة وصخباً تضليلياً، كلما لاح في الأفق السوري بشائر التعافي ودوران عجلة الحياة رغم عصي التعطيل الإرهابي التي يجهد رعاة الإرهاب لوضعها في سكة استكمال السوريين إنجازاتهم المحققة وفق الاستراتيجية السياسية والعسكرية الصائبة، وتتويج انتصاراتهم بإجراء الاستحقاقات الوطنية في مواعيدها الدقيقة.
التعويل الإرهابي من قوى العدوان على إحداث فجوات تخريبية في جدار المنعة والصمود السوري هو رهان المهزومين الخاسرين، ويدخل في نطاق عبث ما قبل النهايات الإرهابية كاملة على الخريطة السورية، والذي لن يحقق لهم أي جدوى، بل على العكس سيزيد السوريين تصميماً على طي صفحات الإرهاب، وسيمضون قدماً في مسارات تعزيز الاستقرار وتجاوز الصعاب وممارسة حقوقهم الدستورية وأداء واجبهم الوطني.