مدير أوقاف القنيطرة والسويداء: في الاستحقاق الدستوري سنختار من نرى فيه مصلحة العباد والبلاد

الثورة اون لاين- رفيق الكفيري:
أكد مدير أوقاف القنيطرة والسويداء الشيخ / نجدو العلي /أن تحمّل المسؤوليات و حفظ الأمانات هما ركنان أساسيان في شرعنا الحنيف، و على المؤمن أن يعتني بكل أمر يخص الناس و معايشهم.
فالإسلام اعتنى بكل جوانب الحياة، ودعانا إلى تحمّل المسؤوليات وحثّنا على حفظ الأمانات، وأمرنا بتقوى الله في المسؤوليات والأمانات والإدلاء بالشهادات والتي منها المشاركة بالإنتخابات على كافة الصّعد، ونوه الشيخ / العلي / إلى أنه قد يقول البعض ما علاقة رجال الدين بمثل هذا الحدث السياسي؟!
ورجل الدين عليه أن يبتعد عن السياسة؟

18.jpg
نقول فلتعلموا أن رجل الدين ينبغي أن يعتني بكل أمر يتصل بشأن الناس، وإلا فما هو نفعه وفائدته؟ والإسلام اعتنى بكل جوانب الحياة، يوجه الناس في أي مسألة يريدون فيها بياناً للحكم الشرعي، وشرع الله كامل شامل، وضّح وبيّن لنا كل صغيرة وكبيرة، قال صلى الله عليه وسلم (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ).
وبالتالي فلا يمكن لرجل الدين أن ينفصل عن الحياة وعن المجتمع، فالإسلام اعتنى بكل جوانب الحياة، ألم يقل ربنا سبحانه( اليوم أكملت لكم دينكم…) و من كمال الدّين أن يوجهنا في كل صغيرة و كبيرة.
وبالتالي فلا يمكن لمن يدعي الإيمان بهذه الرسالة أن ينفصل عن الحياة وعن المجتمع.. ولفت مدير أوقاف القنيطرة والسويداء الى ان أسئلة كثيرة تُطرح اليوم في مجالسنا العامة والخاصة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي: هل سنشارك في الانتخابات؟ وما الفائدة منها؟ ومن سننتخب؟ وإن انتخبنا، فعلى أي أساس؟ موضحاً أنّ مشروعية العملية الانتخابية: هي إرادة التغيير والإصلاح، وما وصلت إليه الأوضاع في بلادنا من تدهور على خلفية حربٍ ظالمةٍ على وطننا ومقدّراته، وذلك على جميع الأصعدة، مع وفرة الخيرات و وجود الخبرات، يجب أن يأخذنا إلى الشعور أكثر بالمسؤولية، وحمل الأمانة، و ديننا يغرس فينا الشعور بالمسؤولية، وهذا ينطبق على كل من يترشّح أيّاً كان دوره، ويحثّه على الأمانة، قال تعالى{وقفوهم إنهم مسؤولون}، وقال صلى الله عليه وسلم ( إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه، حفِظ أم ضيّع؟ ).
و هكذا سمَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوظائف أمانات، ومن الأمانات العظيمة في شرعنا الحنيف: المسؤوليات العامة، كالرئاسةِ، فتحمُّل هذه المسؤوليات أمرٌ عظيم، وإنها أمانةٌ، وإنها يومَ القيامة خِزيٌ وندامة، إلاّ من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها)، وهي والله فرصةٌ لخدمة ونفع البلاد و إصلاح المجتمعات.
وأكد العلي أن الانتخابات أمانة ومسؤولية عن شهادة، نَعم فإذا تولى شؤون الناس من ليس أهلاً لها فقد ضاعت أمانةُ المسؤولية، وفُقدت غايتُها، وبذلك تتعطل المصالح، ويسودُ الظلمُ ويتناقص العدل، ويتهدد الأمن الاجتماعي، ونحن هذه الأيام سنختار من نرى فيه مصلحة العباد والبلاد، والواجب أن نجتهدٓ في الاختيار لمن هو أهلُ للقيام بواجبات رئاسة البلاد ومسؤولياتها، فذلك الاختيار إنما هو شهادة، ونحن مؤتمنون على الشهادة كما أمر ربنا وقال {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }..
التصويت أمانةُ- والأمانة قرينةُ الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم ( لا إيمان لمن لا أمانة له) وهي أثقلُ ما أنزله الله تعالى في هذا الكون، والأمانة صفةُ الأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يلقب بالأمين من قبل بعثته، والأمانة من شيم المؤمنين، وقد وصف الله بها أهل الإيمان، فقال: { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }
والأمانة أمرَ الله بحفظِها ورِعايَتِها، وفرَض أداءَها والقِيامَ بحقِّها { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }،
إن الأمانة خلق شامل لكل مظاهر الحياة: فالشعب أمانة في يد الزعماء، ولا ينبغي خيانته مهما كان الثمن، والدّين أمانة في يد العلماء، والعدل أمانة في يد القضاة، والحق أمانة في يد المحامين، والصدق أمانة في يد الشهود، والمرضى أمانة في يد الأطباء، والمصالح أمانة في يد الموظفين، والتلميذ أمانة في يد الأستاذ، والولد أمانة في يد أبيه، والكلمة أمانة في يد الصحفي،؛والوطن أمانة في عنق الجميع، {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ }.
ومجتمعٌ تفشو فيه الأمانة مجتمعُ خيرٍ وبركة، فلا يجب بأي حال من الأحوال صرف النظر عن الانتخابات ولنحفظ أمانة وطننا..

ولتكن معايير الاختيار كما على لسان ابنة نبيّ الله شعيب عليه السلام بعبارة أصبحت قاعدةً لاختيار الولاة والمسؤولين في أي موقع كان: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.}ومن هنا فإن أمانةَ الاختيار والشهادة: أن يتحقق فيمن نختارُه شرطَي القوة والأمانة، والأمانة تقتضي تحرّي الحق والعدل ومصلحةِ الأمّة، والتنزهَ عن المصالح الشخصية،

والقوةُ هي القدرةَ على الدفاع عن الحقوق، والعمل الجاد، والصمودَ أمام الضغوط والمغريات ِورفض التدخلات. وركز العلي على أن الانتخابات وسيلة لتحقيق غاية، وأولها قضاء حوائج الناس والتعجيل في تحقيق مطالبهم ووحدة البلاد، وأن أهمية الانتخابات في كل دول العالم تكمن في أنها تعبّر عن هوية المجتمع وتوجهاته من خلال من يختار لتمثيله، ووسيلة لقياس الثقل المجتمعي والانتشار العددي لأي فكر أو توجّه.
إنّ مشروعية الترشح نستمدها من قول الله سبحانه وتعالى في قصة يوسف عليه السلام:
{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ} فيه إشارة إلى أنّ من وجد في نفسه كفاءةً لأمر يرى أنه يحقق فيه مصلحة المواطنين فلا بأس أن يتقدم له، ثمّ يقول الحق {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } فيحقّ أن يذكر ما يمكن أن يقدّمه، وهذا الذي ينطبق على الحملة الانتخابية وبرنامجها..
أما مشروعية الانتخاب فنستمدها من الشورى التي أمر الله بها (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)، ومدح القائمين بها (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )، فلنتذكر أننا نؤدي عبادة، ونقوم بطاعة، ونشارك في تحقيق مبدأ من مبادئ الدّين، وهي الاستشارة. وأضاف العلي علينا أن نعلم أولاً أن صوتك أمانة ومسؤولية أمام الله وستحاسب عليه، وضعف المجتمع وقوته بأمانة أفراده، قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ }وثانياً: أن تنتخب المرشح الذي يكون كَفئا قويا وأميناً في نفسه وفي أقواله وأعماله، وفي الأمر الموكل إليه، ممتثلا بقوله تعالى { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.}.. وقال العلي ليس من اللائق بنا أن تدبّ بيننا بعض الخلافات وبعض النزاعات والقطيعة ونسمع بعض السّباب والشتائم من أجل الانتخابات، بل المفترض أن نكون حضاريين نقبل بالتنافس، فنبقى أخوة في الوطن ربنا واحد وهدفنا واحد ووطننا واحد، و الانتخابات للتآلف لا للتنافر، وللتعاون لا للتخالف..
ولاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً.. وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
وختم العلي قائلا: دعونا ننشر الأمن لا الخوف، والفأل لا التشاؤم، واليقين لاالشّك، والصدق لا الإرجاف، ونبثُّ الأمل في النفوس، ونستأنس بقول الخالق تعالى: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، فلنُصلح حالنا ولنكن مصلحين.. لا صالحون.. يَصلح بلدُنا، قال تعالى: “وما كان ربّك مُهلك القرى وأهلها مُصلحون”.. حمى الله سورية وشعبها وجيشها

آخر الأخبار
"أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد