الثورة أون لاين – نعيمة الإبراهيم:
بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية المتواصلة، وفشل التنظيمات الإرهابية والقوى الدولية الداعمة لها في النيل من سورية ووحدتها الوطنية، وعجزها عن تحقيق أهدافها في السيطرة على البلاد واستملاك مقدراتها المادية والبشرية، يأتي الاستحقاق الرئاسي تتويجاً لانتصار السوريين على الإرهاب بكل أشكاله.
الاستحقاق الانتخابي هو نصرة للحق ونصرة للإنسانية ونصرة للعدالة، فسورية ابنة التاريخ وابنة الحضارة والعراقة، هي “عشتار السورية ” آلهة الحب والخصب التي تقول للعالم: أنا مركز الإنسانية والعطاء، أنا الخير كله، وأنا الحق كله.. لم تذهب دماء الشهداء هدراً إنما أثمرت انتصارات وانتصارات شهد لها العالم بأسره.
“سورية الأم”.. سورية الإنسانية منذ الأزل التي اخترعت أول أبجدية وأول نوته موسيقية ها هي الآن تسمع العالم موسيقاها وتخط حروفها قائلة: أنا هنا وسأبقى مادام هناك سوري واحد على هذه الأرض.
في حضرة الوطن وبحضرة أطياف أرواح من رحلوا, شهداء تحت راية ثالوث “العشق الأبدي” “وطن شرف إخلاص” نجدد القول إن هذا الانتصار الذي سوف تخفق رايته الأربعاء ما كان ليتحقق لولا صمود الشعب العربي السوري والتفافه حول قيادته الحكيمة والتضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري.
لقد جرت الانتخابات الرئاسية بكل أريحية خارج سورية بشكل أبهر العالم كله، وتحديداً الذين راهنوا على كسر إرادة السوريين وصمودهم، عبر العديد من الضغوطات السياسية والاقتصادية لكنهم فشلوا أمام تمسك السوري بأرضه ووطنه، وبرهنت الأحداث على أن سورية ما زالت قائمة كدولة ومؤسسات ولم تسمح لأحد بالتأثير أو فرض الإملاءات الخارجية عليها.
الاهتمام الكبير من السوريين بالاستحقاق الانتخابي في السادس والعشرين من الجاري وحرصهم على المشاركة ما هو إلا دليل على قدرة السوريين الكبيرة لاستيعاب حجم ما مروا به خلال السنوات العشر من الحرب الإرهابية وصمودهم في مواجهة الإرهاب والمؤامرة الدولية التي تعرضوا لها، والذي يتجلى اليوم بإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية بموعدها الدستوري، والتي تشكل استكمالاً لانتصارات سورية في معركتها على الإرهاب وداعميه.