الملحق الثقافي:شذا نصار *
حبيبتي.. ما كنتُ أعرف أن الغضبَ يزيدكِ جمالاً..
ما كان ظنّي.. أنكِ تتعطّرينَ بدمِ شهدائك..
وتتجمَّلينَ بابتسامةِ أبطالك..
ما كنتُ أعرفُ أنك تستنهضينَ الغضبَ لدى شعبك..
وتبعثينَ الحياةَ في نبتةٍ هدأتْ تحت الرماد..
ومن جمرةٍ ستوقدُ البركان..
ما كنتُ أظنُّ أن الدمَ المقهور من وعدٍ ظالم،
يُورَّثُ لأجيالٍ وأجيال ..
طفلُ غزة نهضَ من بين الركام محمولاً،
وبيده منديلُ أمِّه المضرّج بالدماء..
سار في مقبرة الشهداء..
يبكي أباه.. أخاه.. ابن حارته.. ألعابه.. كُرته
ومنديل أمّه في يده
ظنّوا الكرامةَ ستُدفن مع آخر الشّهداء..
لكنها استفاقت مع الطفلِ..
ينهضُ مع كلِّ صاروخٍ انطلق بوعدِ الثأرِ للرابطينَ في الأقصى
ومنديل أمّه في يده
في صدره.. في وجدانه.. في ذاكرته
لن ينسى القاتل.. ولن يغفر لمن احتلَّ بيته ودمر البنيان ..
إنه مع حنظلة.. مع العشراتِ.. مع مئاتِ الأطفال.. مع الآلاف
باقٍ في أرضه.. ولن يرحل بقوّة السّلاح..
يضيفُ إلى الـ “درويشِ” قوله: انصرفوا
وخذوا أسماءكم على جوازاتِ سفرٍ أخرى.. وانصرفوا
احملوا أجسادكم إلى دولٍ تنتمونَ إليها.. وانصرفوا
قبلَ أن تحملوها أشلاء إلى شتاتٍ آخر.. في مكانٍ آخر
بعيداً عن ترابي.. عن زيتونتي.. عن قدسي.. عن فلسطين كلها
وها قد آن الأوان
* كاتبة وفنانة تشكيلية
التاريخ: الثلاثاء25-5-2021
رقم العدد :1047