ليَ الشّــــــامُ

 

الملحق الثقافي:أمل نمر طنانة *

 

تنازعَ الرّيحَ إحجامٌ وإنعامُ
ليلٌ حزينٌ، وثغرُ الصّبحِ بسّامُ
دمعٌ يسيلُ على الألحانِ من وتري
ينأى لتورقَ بالأفراحِ أنغامُ
هي الحياةُ، وكالأثواب تُبدِلُنا
ما تُثبتُ اللّوحَ بالأحداثِ أيّامُ
منذُ الطّفولةِ، يعدو العمرُ في لُغتي
تُبلُّ لثغَتُهُ بالحرفِ أحلامُ
مُذْ كنتُ أسكبُ في أرجوحَتي صُوري
فقصّتِ الحبلَ فوقَ الشّوكِ أوهامُ!
وكنتُ إن نزفَتْ بالجرحِ قافيتي
ما صحْتُ: أمّي، ولكن صحْتُ يا شامُ!
***
تاقَ الحنينُ إلى خدّيكِ يا وجعي،
وقادتِ اللّثمَ نحوَ الوردِ أنسامُ
شوقي توضّأَ بالأضواءِ من صُورٍ
مؤرّخاتٍ، وللتّاريخِ أعلامُ
لمّا أضاءَتْ قناديلي بذاكرتي
وأيقظَ الشّوقُ من في أضلُعي ناموا
على ثراهُمْ أناخَ المجدُ ذروَتَهُ
وانسابَ من كهفِهِ حبرٌ وأقلامُ
شعرٌ يُغنّي نشيدَ الحبِّ في رئتي
يجدّدَ العمرَ عامٌ بعدَهُ عامُ
فليسَ لي من شبابي ليتَ توجعُني
أنا الصّبيّةُ مادامَتْ هنا الشّامُ
***
ولي يراعٌ، إذا ما كنتُ أغمسُهُ
أضاءَ عطرًا، ولو مسّتهُ أسقامُ
فالياسَمينُ شفاءٌ، منذُ كنتِ لهُ
فوحًا، يضوعُ على جرحي فيلتامُ
وكانَ من ثغرِكِ البسّامِ منبجسًا
وكانَ للعُربِ مُهراقًا، وإن ضاموا
لكنَّ بعضَهُمُ باتوا على حسدٍ
لمّا بدَتْ في مدى الأحداثِ أجامُ
وأيقنوا أنّكِ التّاريخُ ماردُهُ
وأنّهم في كتابِ الدّهرِ أقزامُ
وأنّ للدّهرِ تاجًا أنتِ هامتُهُ
وأنّهم من بقايا الجهلِ أصنامُ
***
الغافلونَ، وسادُ العارِ مضجعُهُمْ
ورنّةُ القرشِ إنْ تقرَعْ لهُمْ قاموا
التّائهونَ، يقودُ الحقدُ تيهَتَهُمْ
إنَّ عمّروا اللّيلَ، فالإصباحُ هدّامُ
ذُلّوا، فكلُّ دنيءٍ في الدّنى لهمُ
صهرٌ، نسيبٌ، وأخوالٌ وأعمامُ
وأنتِ في قُبةِ الأمجادِ ماجدَةٌ
ويرحلُ الكونُ أقوامٌ، فأقوامُ
ويُذْهَلونَ منَ النّصرِ المبينِ إذا
حطّتْ يدُ اللهِ في كفّيكِ يا شامُ؟
***
لكِ التّرابُ، عناقيدُ الدّماءِ زَهَتْ
وكأسُكِ النّصرُ، أقدامٌ وإقدامُ
إنْ توطأِ الموتَ، يُطْلِعْ منْ أصابِعِهِ
سنابلَ العزِّ، فالصّحراءُ آجامُ
فكلُّ حفنةِ عشقٍ من بيادرِها
سوريَّةٍ، أصلُها حصنٌ وأهرامُ
وإنَّ في هضبَةِ الجولانِ ظلَّلَها
فتحٌ قريبٌ وأقواسٌ وأعلامُ
***
وأحمقٍ أرعنِ الأحلامِ كبّلَهُ
عشقٌ تبدّاهُ دينارٌ ودرهامُ
مَنْ علّمَ الأشقرَ المخصيَّ أنَّ لنا
أرضًا تُباعُ؟ أيشري التّبرَ خُدّامُ؟
تقدّسَتْ أرضُكِ السّمراءُ يا ذهباً
أعصى من الحُلْمِ، لا ترقاهُ أحلامُ
أُمُّ، وكلُّ وجيعٍ في الدُّنى ألِمٌ
ما صاحُ: أُمّي! ولكنْ صاحَ: يا شامُ!
 *شاعرة لبنانية

التاريخ: الثلاثاء25-5-2021

رقم العدد :1047

 

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر