أول الكلام ..أقمارٌ سوريّة

 

الملحق الثقافي: هفاف ميهوب :

في منتصفِ الربيع، تبدأ بعض الأزهار السنويّة بالتفتّح، ومنها زهرة الغاردينيا التي تُعتبر من أكثرِ الزهورِ سحراً وطيبَ عطرٍ، تنثرهُ أقمارها البيضاء حويلَ تويجها الأصفر، ولم يكن مستغرباً أن يصنع الشعب السوريّ ربيعه الخاص، عندما قرّر الدوران حول سوريّة المركز، مشكِّلاً أقماره ونجومه الخضراء، ملتفّاً بقواه الوطنيّة، مبدياً شجاعة في الموقفِ والرأي..
هو رأي الشجاعة ذاتها التي أبداها، ذاك الذي أبى أن يغادر حين غادر الآخرون.. ذاك الذي رفض أن يهادن، حين تواطأ الآخرون.. ذاك الذي أغنى موقفه بحضارةِ أرضه وشعبه.. ذاك الذي بقي راسخاً وشامخاً كالسّنديان، حين زحف الآخرون.. ذاك الذي استمدّ نور قوّته من نورِ قلبِ الوطن، فواجهَ وتحدّى وتصدّى، بكلِّ ما لديه من إيمانٍ بأنَّ الأرض لا تقبل التفاضل، فهي كاملةٌ بذاتها، متكاملةٌ بدماءِ من ضحّى لأجلِ أن يبقى وجه سورية، مضيئاً ينيرُ الكون، ولا يُطمس أبداً.
أيضاً، هو ذاته من رأى مالا يُرى، مما كان يُحاكُ في ليلٍ، وينفّذُ في ليلٍ، أحاله أقماراً رغم أنوفِ الحاقدين والمتآمرين والظلاميين..
تفتّحت الأقمار حول مركزها، فانتشر فوحُ الوطن السوريّ حتى وصلَ إلى ما وراءِ البحار، شرقاً ومغرباً.
نعم، عندما تجتمع إرادة الشّعب مع إرادة القائد، يكون الانتصارُ مدوّياً وصاعقاً وساحقاً لأعداءِ الوطن، ولكلِّ من أرادَ إطفاءَ شعلة النّور السوريّ، بظلمةِ فكره ومعتقدهِ، ونفسه المنقادة وفقاً لأجنداتٍ تحيكها القوى المعادية للشّعب والوطن.
فألفُ مبارك لمن قاوم وتصدّى.. ألفُ مباركٌ لمن كان وفيّاً للدمِ الطاهرِ.. ألف مباركٌ لحاملِ المشعلِ السوريّ، والمحافظ على توهّجه، عابراً به ظلمات السنواتِ العشر، والسّلام على الشّعب الذي كان ولم يزل، يعرفُ الدَّرب جيداً، حين تعصفُ بوطنه عواصفَ الحقد والبغضاء.

mayhoubh@gmail.com

التاريخ: الثلاثاء1-6-2021

رقم العدد :1048

 

آخر الأخبار
طرح ثلاثة مشاريع سياحية للاستثمار في درعا "منوّرة يا حلب" تعيد الحياة لشوارع المدينة بعد سنوات من الظلام وسط تفاقم أزمة المواصلات.. أهالي أشرفية صحنايا يطالبون بخط نقل إلى البرامكة معسكر تدريبي في تقانة المعلومات لكافة الاختصاصات من جامعة حمص مستوصف تلحديا بريف حلب يعود للحياة بجهود أهلها.. لا سيارات على طريق القشلة - باب توما بعد صيانته بين المصلحة الوطنية والتحديات الراهنة.. الصبر والدبلوماسية خياران استراتيجيان لسوريا "لعيونك يا حلب" تُنهي أعمال إزالة الأنقاض وجمع القمامة في حي عين التل هل تعود الشركات الاتحادية إلى دورها؟ وزير المالية: نطرق كل الأبواب نحو الإصلاح الاقتصادي العربي بطولات كبيرة قدمها عناصر إطفاء طرطوس "الطوارئ والكوارث" تبدأ رحلة تحسين الاستجابة للحرائق فنادق منسية في وطن جريح..حين يتحوّل النزيل إلى مريض لا سائح ؟! خسارة مضاعفة: مزارعو إدلب الجنوبي يواجهون نتائج اقتلاع الأشجار وندوب الطبيعة القلق في زمن الأزمات.. حين يختلط الأمان بالخطر الغش في الامتحان ضرب للنزاهة أم أسلوب الضعفاء..؟! وفد سوري يبدأ مهامه القنصلية في السودان لتسوية أوضاع الجالية وتقديم خدمات عاجلة مكافحة تهريب المخدرات في سوريا بعد سقوط المخلوع.. مساعٍ لاستعادة الثقة وضبط المنافذ الدوحة:ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا خطوة إنسانية واستراتيجية لتعزيز التعافي نحو بناء شراكة استراتيجية ... وفد سوري رفيع يزور باكستان لتعزيز التعاون الأمني مظلوم عبدي: اتفاق 10 آذار يفتح الباب لحل سياسي شامل وبناء جيش موحد في سوريا العودة الصعبة إلى ريف إدلب الجنوبي..حلم الإعمار يصطدم بواقع الدمار