من أجواء امتحانات الشهادات في حمص: لا شكاوى على الأسئلة ونقص في مواد التعقيم بالقاعات الامتحانية ومراقبون يشتكون من تعيينهم بمراكز بعيدة
الثورة أون لاين – تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:
في جولة قامت بها “الثورة” على عدد من المراكز الامتحانية في مدينة حمص توزعت في أحياء وادي الذهب وعكرمة الجنوبية وضاحية الوليد استطلعت من خلالها واقع الامتحانات وآراء بعض الطلاب وملاحظاتهم على بعض الأسئلة وبعض الحالات الطارئة، وحالات الغش وكيف تم التعامل معها، وهل تم تطبيق الإجراءات الوقائية من فايروس كورونا وفي التفاصيل..
تفاوت بالآراء..
كانت الآراء بين الطلاب متفاوتة فمنهم قال بأن أجواء الامتحانات كانت مميزة من حيث توفير الهدوء والجو المناسب للتركيز في حين اشتكى البعض من التوتر الذي يسببه بعض المراقبين.
لا تعقيم ولا كمامات..
ولدى سؤالنا عن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا أجابنا أغلب الطلاب أنه لا يوجد أي معقمات للتعقيم، ولم يلزموا الطلاب بوضع الكمامات خلال الامتحان، وفي إحدى القاعات صودرت الكمامات، ولم يكن هناك أي تعقيم.
حالة خاصة..
تقول مرام بأنها طلبت من المراقبة توضيح سؤال غير واضح بالطباعة لكن المراقبة امتنعت وقالت بأنها لا تعلم شيء وطلبت عدم سؤالها عن شيء.. وتحدث البعض عن عدم نظافة القاعات الامتحانية في بعض المدارس.
مراقبون بعمر كبير.
أكدت المدرسة ياسمين بدور بأن أغلب المراقبين تجاوزت خدمتهم 30 عاماً وهم بأعمار كبيرة، وأغلبهم يعاني من آلام دسك الرقبة والظهر وآلام في الرجلين ويراقبون في طوابق علوية وبعيداً عن منازلهم ما يشكل عبئاً إضافياً وتساءلت: لماذا لا يتم تكليف الأصغر سناً الذين تم تعينهم حديثاً، كما أشارت لعدم وجود تعقيم في أغلب المدارس.
أما المدرسة نجاة فقالت إن لديها 25 عاماً خدمة وتعاني من آلام الدوالي وتتحمل مشقة الوصول للمدرسة سيراً لعدم وجود خط سير بين مركز المراقبة ومنزلها.
كما أشارت المدرسة خديجة أن عمرها تجاوز 56 سنة ووضعت بصفة احتياط في المركز، ولكن نتيجة نقص المراقبين تقوم بالمراقبة، وتتمنى أن ينظر بأمر من تجاوزوا الخمسين إذا لم يكن هناك إمكانية لإعفائهم لوضعهم في مدارس قريبة على مسكنهم.
آراء مختلفة..
وبخصوص أسئلة المواد التي تم تقديمها حتى الآن كانت آراء طلاب شهادة التعليم الأساسي والتعليم الثانوي متفاوتة من ناحية المستوى فمنهم وجد الأسئلة صعبة ومنهم على العكس قال إنها سهلة.
فقد استهجن بعض طلاب التعليم الأساسي أسئلة مادة الجغرافيا ووجدوا فيها صعوبة ومنهم وجد أسئلة التاريخ والقومية مقبولة وضمن مستوى الطالب والأسئلة في ثلاث صفحات غطت كامل الكتاب.
وأشاروا بأن وضع سؤال للمكفوفين في نهاية الصفحة في مادة الجغرافية دفعهم للظن أنه اختياري وبهذا خسروا علامة المصور للسؤال السابق.
وتباينت آراء الطلاب حول مادة الرسم الصناعي للثانوية الصناعية بين السهولة والصعوبة ولكن أغلب الطلاب أكدوا أنها سهلة وواضحة وتناسب كافة المستويات وأي طالب مجد يستطيع الإجابة عليها.
أما الطالبات اللواتي قدمن معلوماتية فأكدن أن الأسئلة سهلة وواضحة وليس فيها أي تعقيد.
لا غموض في أسئلة الجغرافيا..
التقينا مع الموجهة الاختصاصية لمادة الاجتماعيات في حمص منى كنجو فقالت: صدر سلم التصحيح وقمنا بمناقشته في وزارة التربية، علماً أن الأسئلة شاملة لكامل المقرر وتراعي كافة الفروق الفردية ومفهومة لا غموض فيها، وجميعها من داخل المقرر.
أما بما يتعلق بمادة الجغرافيا فقد حصل الالتباس بعدم معرفة الطالب هل يجيب صح أم خطأ حيث تم تغيير كلمة عما ورد في الكتاب، والأمر الآخر أنه ولأول مرة يضاف سؤال المكفوفين في نهاية الأسئلة حيث كانت تطبع سابقاً بورقة منفردة، فظن بعض الطلاب أنه سؤال اختياري وتركوا سؤال المصور المطلوب وتوجهوا لحل أسئلة المكفوفين، وأنا من موقعي أشكر القائمين على وضع الأسئلة لشموليتها للمنهاج ووضوحها وسهولتها، حتى سؤال المتميز يستطيع طالب الوسط التفكير به.
في الفلسفة التميز في الأطروحة
وتحدثت موجهة الفلسفة كليمة السوسو بأن أسئلة مادة الفلسفة كانت واضحة وراعت الفروق في المستويات فيستطيع الطالب الوسط النجاح بكل سهولة والطالب المجتهد يمكنه الحصول على العلامة التامة، ويظهر الطالب المتميز من خلال الأطروحة وتحليل النص ففي الموضوع يظهر التميز من خلال ترتيبه ورأيه الشخصي، وتحليل النص يظهر قدراته الشخصية، ولا يوجد في أسئلة معقدة “نكشات” ذاكرة أو تسميع.
في الفيزياء أسئلة فهم وتفكير
أما منسق مادة الفيزياء في حمص الموجه نصر ربيع فأكد بأن الأسئلة جاءت متنوعة وتراعي جميع الفروق الفردية بين الطلاب وتضمنت الأسئلة كافة المستويات المعرفية ففيها أسئلة فهمية وتطبيق وتحليل وتركيب وهي متسلسلة بشكل منطقي من حيث السهولة ويوجد سؤال للمتميزين ينم عن فهم وتفكير، وتغطي كامل المقرر والوزن النسبي للوحدات الدراسية.
تأخر وصول المعقمات..
أجاب معاون مدير التربية فراس عياش
عن بعض الأسئلة قائلاً: قمنا كما المعتاد بتعقيم كافة المدارس قبل الامتحانات، ولكن تأخر وصول الدفعة الأولى من المعقمات والمنظفات حتى يوم السبت الثامنة مساءً، فاضطررنا لتوزيعها على الريف والمدينة في صباح اليوم الثاني من دون المعقمات التي لم ترسل، وجاءتنا الدفعة الثانية يوم الأحد الماضي مساء بدون وصول المعقمات الجيل الكحولي للطلاب كذلك، وكان المفروض أن يصلوا دفعة واحدة ونقوم بتوزيعها على المراكز الامتحانية قبل بدء الامتحانات وهي عبارة عن كمامات وسلل كلور وأدوات تنظيف، وسنقوم بتوزيعها فور وصولها على المراكز الامتحانية، وتأخر وصولها يتعلق بالمنظمات التي تقوم بإرسالها حيث ليس لدينا لجان لشرائها.
الكمامة للطالب غير إلزامية..
وعن موضوع الكمامة قال موضحاً: يُسمح للطالب بإدخال زجاجة ماء بعد نزع اللصاقة عنها وكمامة ونحن غير ملزمين بتأمين الكمامة للطالب وإذا تسببت بخلل امتحاني يطلب منه إزالتها ويعود تقدير الأمر للمراقب.
ونقوم بتأمين الكمامات فقط للمراقبين ورئيس المركز وأمين السر ولأي زائر يدخل المركز الامتحاني، ونظراً لتأخر وصول الدفعة الثانية قمنا بتوزيع الكمامات صباح يوم الاثنين مع أسئلة الامتحانات، وهي إلزامية للمراقبين وقد قمنا بتوجيههم بوضعها ولكننا نفتقر للثقافة الصحية لذلك لم يلتزم البعض بوضعها.
تدرج بمستوى الأسئلة..
ورداً على سؤالنا عن مستوى الأسئلة قال معاون مدير التربية إنه مقبول يتعلق بمستوى الطالب الذهني وقدرته فالأسئلة متدرجة من حيث الصعوبة وشاملة لكامل المقرر، حيث تميز هذا العام بأن أسئلة الاجتماعيات للصف الثالث الإعدادي تتألف من ثلاث صفحات بدل صفحة واحدة لتشمل كامل المقرر التعليمي.
حالات الغش قليلة..
أما حالات الغش فكانت قليلة جداً، وقد التقيت مع مندوبي الوزارة وكان انطباعهم جيد خلال جولتهم على مراكز المدينة وخصوصاً بعض المراكز التي شكك بها البعض، وقد أثنوا على الانضباط وتأمين الجو الامتحاني المناسب.
عدم جمع المراقب وأقاربه وطلابه..
كما أوضح معاون مدير التربية أن الوزارة تعمل وفق القوانين والأنظمة الامتحانية التي تراعي فيها عدم اجتماع المراقبين وأمناء السر مع طلابهم وأقاربهم في المركز فيتم توزيعهم وفق مكان عمل كل منهم وليس وفق مكان سكنه ويغطي السير كافة أطراف المدينة.
حيث نقوم بإدخال بيانات كل مدرس على الكمبيوتر وفق برنامج خاص ليحدد المدرسة التي يجب عليه الالتحاق بها، نوجه للمكلف بالمراقبة دعوتين دعوة للتعليم الأساسي ودعوة للثانوية، فتكون دعوة لمدرسة قريبة ودعوة لمركز أبعد.
وأضاف: أن قطر مدينة حمص من الشمال إلى الجنوب 11 كم ومن الشرق إلى الغرب 8 كم، ما يعني أن أي مدرس لا يقطع أكثر من 4 أو 5 كم ليصل وسط المدينة بينما يذهب مدرسو الريف مسافة 10 كم من قرية إلى قرية أخرى دون وجود وسائل نقل.
لجان طبية لإعفاء المرضى من المراقبين..
أما ما يتعلق بكبر سن المراقبين فإن أي موظف بأي قطاع يبقى على رأس عمله حتى الستين، ولدينا خروقات ومدرسين تم إعفاؤهم من المراقبة، كيف يستطيع المدرس إعطاء خمس حصص دراسية مهما كان سنه، ولا يستطيع القيام بالمراقبة لمدة ثلاث ساعات، نحن لدينا لجان طبية تقيّم وضع المدرسين المرضى ونقوم بإعفائهم وقد وصل التكليف للمدرس قبل الامتحانات بـ 15 يوماً لماذا لم يخضعوا للجنة الطبية لإعفائهم من المراقبة؟؟ فنجد معلماً كبيراً بالسن يأتي ليطلب تكليفه بينما نجد شاباً يختلق الأعذار لإعفائه من المراقبة.