الثورة أون لاين – حلب – جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
لا شك أن جشع بعض التجار وغلاء الأعلاف ومواد التعبئة، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل ونقص العمالة، كلها عوامل أدت مجتمعة إلى ارتفاع أسعار بيض المائدة إلى نحو غير مسبوق، حيث وصل سعر طبق البيض إلى نحو ٨٠٠٠ آلاف ليرة.
ولعل كل هذه الأسباب مجتمعة لم تأت لمصلحة الاستهلاك أو السوق المحلي الذي هو بأمس الحاجة لزيادة المعروض من أي سلعة، وبالتالي خفض سعرها بما يتناسب ودخل المواطن بشكل عام أو إحجامه عن تناول هذه المادة أو تلك بسبب سعرها المرتفع كما قلنا، حديثنا اليوم عن مادة واحدة نطرحها كمثال ليس إلا وهي بيض المائدة.
* قفزات نوعية:
كانت أسعار البيض قد حققت قفزات نوعية خلال أشهر، وذلك بارتفاع طبق البيض من ٢٢٠٠ ليرة إلى ٤٤٠٠ ليرة إلى نحو ٨٠٠٠ آلاف ليرة حاليا، وسط تذمر من المستهلكين الذين طالما طالبوا الجهات المعنية بالرقابة على الأسواق ووقف زيادة أسعار السلع المبالغ فيها ومنها مادة البيض!.
والسؤال هل بات شراء بيضة واحدة الاتجاه السائد للمواطن الذي يريد أن يكون البيض على مائدته، بعدما أصبح شراء “الطبق كاملا” ليس بالأمر السهل؟ .
وهل التحكم بآليات مد السوق بالأعلاف واستيراد المادة أثر على المربين بشكل مباشر، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تتدخل الجهات المعنية بشكل دائم ويتم تأمين الأعلاف لإبقاء قطاع الدواجن على قيد الحياة بالرغم من تأمين كمية جيدة منها مؤخراً كما علمنا؟.
* بيضة يومياً:
معروف أن نقص الأعلاف، وعدم العناية بالمداجن، يساهم بنفوق الكثير من أمات الدجاج البياض والصيصان، الأمر الذي دعا العديد من المربين الخروج عن الخدمة.
وهنا دعونا نخمن أن المواطن السوري يستهلك بيضة يوميا، فكم تحتاج الأسرة المكونة من خمسة أشخاص أكثر أو أقل بقليل في الشهر وليس في السنة من مصاريف مقابل مادة البيض لوحدها !
العم “أبو عمر” يقول: بات المواطن يسعى لتأمين قوت يومه من المواد الغذائية بكميات قليلة، ومن ضمنها مادة البيض، حيث بتنا نشتري بالبيضة أو البيضتين بعد أن كنا نشتري الطبق كاملاً.
أحلام – موظفة لديها ثلاثة أطفال في المدرسة تقول: لم أعد أشتري طبق البيض بكامله بل أقوم فقط بشراء ما يلزمني في اليوم ذاته.
فيما صفاء تقول: إن لديها شاباً يحتاج بشكل يومي لوجبات من البيض، كونه رياضياً. وتضيف: سعر صحن البيض في الأسواق يبدأ من ٦٠٠٠ آلاف ليرة سورية ويصل إلى ٨٠٠٠ آلاف ليرة، فمن أين لنا أن نؤمن حاجتنا اليومية إذا كان هذا سعر طبق البيض فقط؟.
* تبرير قديم جديد:
وقتها برر موزعو السلعة الغلاء المفاجئ في أسعار البيض بتوقف مشاريع الدواجن، إضافة إلى زيادة أسعار الأعلاف والمواد الأولية وغيرها من الأسباب التي لا تعد أو تحصى.
في حين ذكر البعض الآخر أن الارتفاع المبالغ فيه وغير المتوقع سببه ارتفاع سعر الأعلاف عالمياً وخصوصاً الذرة الصفراء والصويا، وارتفاع أجور النقل الداخلي ومواد التعبئة، كلها تعد عوامل مهمة ساهمت برفع أسعار البيض.
وما زاد الطين بلة نقص اليد العاملة التي أدت إلى تقليل إنتاج أو إحجام بعض المنتجين عن العمل في هذا المجال، إضافة إلى مبالغة تجار الجملة والمفرق في هامش الربح.
* توفير عوامل الإنتاج:
يقول أحد مربي الدواجن: إن سبب ارتفاع سعر البيض هو ارتفاع تكاليف الإنتاج جراء استيراد المواد العلفية، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة، ومشكلة عدم توفر المازوت وانقطاع التيار الكهربائي، كون المازوت والكهرباء يساهمان في توفير الدفء للدجاج، وبيَّن أن تكلفة طبق البيض من المدجنة مرتفع، منوهاً إلى أن الحلول الأساسية هي توفير العلف بأسعار مخفضة إضافة إلى توفير مادتي المازوت والكهرباء.
بدوره يقول أحد العاملين في مجال إنتاج البيض: صاحب المدجنة يتحمل خسائر كبيرة في الوقت الحالي في ظل ارتفاع أسعار العلف، وعدم وجود كمية كافية من مادة الذرة، لذلك نجد الكثير من المنتجين للمادة قد أحجموا عنها..
* تكلفة مرتفعة:
من جهته اعتبر رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب رامي ناولو أن هذا الوقت من السنة يشهد ارتفاعاً بأسعار البيض كل عام إلا أن الارتفاع الحالي بسعر البيض يعود لعوامل أخرى أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج كون الدجاج البيّاض يحتاج إلى تكاليف أكبر ومدة تربية أطول، مضيفاً بأن تربية الدواجن تمر بصعوبات كثيرة منها عدم توفر التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الأعلاف حتى لدى مؤسسة الأعلاف والتي توزع كميات غير كافية أيضاً وكذلك عدم توفر المازوت.
وأكد ناولو أن الغرفة ومن خلال عملها بطرح قضايا المربين والسعي لإيجاد الحلول لها بالتعاون مع وزارة الزراعة والمؤسسات الحكومية طرحت عدة توصيات ومقترحات بما يخص عمل المداجن أهمها دعم المربين بالأعلاف، وتخفيض أسعارها الأمر الذي يساعدهم بنسبة ما بين 80 – 90%، وكذلك تأمين المحروقات اللازمة كون هذه العوامل هي الأهم بالإنتاج وبالتالي تخفيض التكاليف الذي سينعكس إيجاباً على السعر في السوق المحلي ويصبح بمتناول المواطنين كمادة غذائية أساسية على موائدهم.
* ختاماً:
ورغم الأسباب والعوامل التي تم ذكرها آنفا وبالرغم من الدعم الذي يقدم للمنتجين إلا أن سعر المادة لا زال يحلق عالياً وأصبح البيض يبتعد تدريجياً عن موائد المواطنين رغم أهميته الغذائية خاصة للأطفال