نقص المحروقات يقلل من فرص انتعاش النشاط السياحي بوادي النضارة وشكاوى من زيادة ساعات تقنين الكهرباء هذا الموسم
الثورة أون لاين – سلوى الديب:
في ظل الأوضاع الاقتصادية للمواطنين التي ترتبط بشكل مباشر بتحريك السياحة الداخلية نجد أصحاب المنشآت السياحية في منطقة وادي النضارة بريف حمص الغربي يرون أن عدم توفر المحروقات بشكل كاف، وزيادة ساعات تقنين الكهرباء سبب لمعاناتهم، إلى جانب الوضع الاقتصادي للمواطن وغيرها من الهموم التي تضع موسم السياحة هذا الصيف على المحك.
الثورة استطلعت آراء أصحاب المنشآت في وادي النضارة التي كانت ومازالت نقطة جذب للسياح والمغتربين لمعرفة الواقع السياحي فيها اليوم، وما هي تحضيراتهم للموسم الحالي.
* لا تحضيرات للموسم حتى الآن:
مديرة “فندق الوادي” مارلا سلوم أشارت لعدم قيامهم بالتحضير للموسم السياحي، والسبب عدم معرفتهم حتى الآن هل سيكون هناك سياح فعلاً أم لا؟؟ وحسب قولها يعود التخوف من قلة السياحة هذا الموسم لعدة أسباب منها انتشار فيروس كورونا والأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطنين حيث إن السياحة آخر أولوياتهم كما في العام الفائت..
* الطاقة الكهربائية أول المشكلات:
أما كنعان سلوم صاحب مطعم “قلعة كنعان” فأكد أن من أكبر المشكلات التي تواجههم هي انقطاع التيار الكهرباء، وقال إن وضع الكهرباء السيئ يؤثر على كافة مفاصل الحياة، فالفندق إذا كان لديه عشرة نزلاء يضطر لاستخدام المولدات، فتزيد التكلفة المادية على النزيل هي وباقي المصارف العالية التي يتحملها، ووجود الكهرباء يخفض قرابة 50% من التكلفة الإجمالية على المواطن، وتوفر الكهرباء بالمطلق يحرك عجلة الاقتصاد فينعكس على السياحة.
* الكورونا وقلة المغتربين:
وأشار لعدم وجود المغتربين حتى الآن الذي انعكس سلباً على عملهم حيث كان الاعتماد عليهم بتحريك السياحة في هذه المنطقة، ويتركز عملهم في شهر تموز وآب، بالاعتماد على المغتربين بشكل عام، وإذا لم يتمكن المغتربون هذا العام أيضاً من القدوم إلى سورية، بسبب الكورونا والحصار الجائر، فلن يكون هناك موسم سياحي جيد، والسياحة الداخلية لا يمكن الرهان عليها بسبب الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
ومن الصعوبات والعقبات التي تواجه عملهم كمنشآت سياحية أشار إلى رسم نقابة الفنانين ورسم الإنفاق الاستهلاكي اللذين يشكلان عبئاً إضافياً على المواطن، وقلة توفر المازوت التي تزيد الأعباء المادية على المواطن من نقل وغيره، وبرأيه تخفيض الأسعار يشجع الناس للخروج والسياحة.
* التخفيضات والسياحة الداخلية:
ويضيف سلوم: فإذا لم يحصل تخفيض في الأسعار فلن تتحرك السياحة الداخلية، فلا يعقل أنني قمت بترخيص لبرنامج فني لمدة أربعة أيام في الشهر، وعلي أن أدفع رسم لنقابة الفنانين 400 ألف، ويكلفني الإعلان 400 ألف، فأضطر لتحميلها للسائح، وإضافتها على الفاتورة 5% إنفاق استهلاكي ما يجعل الزبون يتذمر.
وقال: تتسع الصالة لدي لـ 3000 شخص، لكن للأسف لا يأتي سوى عدد بسيط بالكاد يحجز طاولتين، ونحن أصحاب المنشآت خاسرون ولكن نضع آمالنا بتعويض خسارتنا على شهري تموز وآب، فنحن طوال العام خاسرون، واستمرارنا بالعمل من أجل عمالنا الذين التزمنا معهم، فصرفهم يخلق مشكلة كبيرة في منطقة الوادي.
* الوقود يهدد الموسم السياحي:
تناول داني لبس صاحب “مطعم راويل” أولى المشكلات هي نقص البنزين وغلاء سعره، حيث تجاوز موضوع الكهرباء من خلال المولدات، وحسب قوله إذا لم يتم تدارك موضوع الوقود فلن يكون هناك سياحة لهذا العام، حيث يأتي السائح من حلب أو دمشق لمنطقة وادي النضارة، ليصطدم بعقبة عدم توفر الوقود، كيف يُطلبُ منا تنظيم مهرجانات وموسم سياحي بظل عدم وجود كهرباء أو بنزين أو مازوت، وشكا من سوء بعض الطرقات في المنطقة وطريق “عين العجوز” كمثال..
وأضاف لبس: نحن كمستثمرين جاهزون للتعاون مع الجهات الحكومية برغم خسائرنا اليومية، التي تصل للملايين بظل وجود عمال تحتاج لتسديد أجورها، ونتمنى من المعنيين النظر في زيادة مخصصات الوقود للمنطقة خلال المهرجان ليتمكن الناس من الحضور، والتجول في المناطق السياحية.
* تخوف من التعامل مع الصرف الأجنبي:
أما عدنان صليبي مدير فندق “فراشة المشتاية” فتحدث عن عدم وجود العدل بتوزيع الكهرباء في المنطقة، وفندقه أول منشأة عائلية حديثه في المنطقة يديرها أصحابها، أقامها في أوج الحرب على سورية، وهي المنشأة الوحيدة التي قامت خلال الحرب، وشكا من تعاميم وزارة المالية التي لا تنتهي، ومن التعامل مع المصرف المركزي حيث أصبح لديهم تخوف من التعامل مع الزبائن الوافدين من دول الجوار بسبب التدقيق على الصرف الأجنبي، وأكد بأنهم كمستثمرين ينازعون منذ سبعة أشهر، وتمنى النظر بتحسين واقع الكهرباء في المنطقة كونها منطقة سياحية، أو إيجاد آلية لدعمهم بالمازوت بسعر مخفض، وأضاف: نحن نضطر لشراء المازوت بالسعر الحرّ، ولا نستطيع التوقف عن العمل بسبب الزبائن الذين التزمنا معهم من سنوات، وتمنى تيسير الإجراءات، فهم يضطرون للتواصل كل شهر للذهاب لمدينة حمص لتقديم بيانات بعدم وجود نقد أجنبي من القادمين من خارج سورية، وكانوا سابقاً يسددون ألف ليرة وارتفعت الآن لتصل إلى 5000 ليرة سورية برغم علمهم أنه ليس لدينا عمل هذه الفترة، ويسأل: لماذا لا تترك لنا مساحة من الحرية بمراجعتهم عندما يكون لدينا قطع أجنبي؟؟ وقال: إن أوضاعنا الاقتصادية على المستوى الشخصي كانت أفضل قبل فتح هذه المنشأة التي هي نتيجة سفر وتعب واغتراب خارج البلاد.
* الكهرباء تعد باستثناء جزئي للوادي..
وبالتواصل مع مدير كهرباء حمص صالح عمران أشار بأن تقنين الكهرباء مطبق على كافة المحافظات، وقد وعد مدير الكهرباء بأن يخاطب وزير الكهرباء لاستثناء جزئي لمنطقة وادي النضارة كونها مصنفة سياحياً.
* محروقات: الأوكتان العالي95 متوفر:
أما مدير فرع محروقات حمص نعمان الجوارني فأشار إلى تركيزهم في الفترة الحالية على الزراعة وخصوصاً حصاد القمح، وبأنه يتم تزويد الفعاليات السياحية بأدنى نسبة لها، وخلال موسم السياحة سيقومون بتزويدهم بالوقود، ولكن عملية بيع البنزين نظمت عن طريق البطاقة، وإن الأوكتان العالي95 متوفر، ولدى الإدارة العامة خطة للتعاقد لوضع محطة على الطريق الرئيسي في حمص عند تحويلة حمص طرطوس.
* السياحة تقدم معونة نقدية للقطاع:
مدير سياحة حمص أحمد عكاش صرح للثورة قائلاً: شهد الواقع السياحي عام 2019 انتعاشاً، ولكنه تراجع بسبب انتشار فيروس كورونا والحصار، علماً أن القطاع السياحي هو أكثر القطاعات حساسية، فهو أول قطاع يتأثر وآخر قطاع يتعافى، وقد بادرت الدولة لتقديم معونة نقدية لهذا القطاع لحوالي 20 ألف موظف في هذا القطاع، وقمنا بالعديد من الجولات على أصحاب المنشآت لإبقاء الموظفين على رأس عملهم، ولكي يستمرون بتقديم خدماتهم بسوية عالية ضمن الإجراءات الاحترازية وضمن الشروط التي فرضتها وزارة السياحة على المنشآت السياحية حتى لا ينتقل الفيروس من خلالها.
وأشار لعودة نسبة الإشغال في المنشآت السياحية مع انخفاض عدد الإصابات بالكورونا في سورية، خصوصاً خلال الأعياد وفي الفترة الماضية.
* الإنفاق الاستهلاكي واجب:
وأضاف عكاش: أما الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع فقد تأثر كباقي القطاعات بقلة الكهرباء والمحروقات، أما ما يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي فدفعه واجب للخزينة العامة كما في كل بلدان العالم، حيث يؤخذ من المواطن على الفاتورة ليسدد لوزارة المالية، ونسبته ليست كبيرة.
وصاحب المنشأة مكلف بالدفع لوزارة المالية بموجب مرسوم جمهوري عندما يكون لديه إشغال، وهو غير مكلف بالدفع عندما لا يكون لديه إشغال، ويمكن لصاحب المنشأة تكليف شخص ينوب عنه بكتاب ممهور منه.
* توقع موسم سياحي جيد:
وأشار للإقبال الجيد على المناطق السياحية وتوقع موسم سياحي مبشر، وأكد على توصيات الوزارة والمحافظ بإقامة مهرجانات لهذا العام وبالتحضير لإقامتها كمهرجان القلعة والوادي وبقية المهرجانات، وتوقع قدوم المغتربين بعد قيام بعض الدول بتخفيض إجراءات السفر، وأكد على ضرورة زيادة مخصصات الوقود كون حمص عقدة مواصلات وسط القطر بين الشمال والجنوب.
* تسهيلات من المحافظة:
نائب محافظ حمص إلياس خوري أكد للثورة: بأن السياحة نشاط ضروري وهام وأن المحافظ مهتم جداً برعاية السياحة، وقد عُقد اجتماع بحضور الفعاليات السياحية والمعنيين، لتقديم التسهيلات اللازمة بالنسبة للطرقات، تم في العام الماضي تعبيد الطريق المركزي كاملاً من مفرق العريضة حتى حب نمرة، ويوجد طريق فرعي زفت العام الماضي كمرحلة أولى وفي هذا العام دخل ضمن الخطة كمرحلة ثانية عن طريق الخدمات الفنية