الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
التعرف على المشكلات ورصد الصعوبات وتأطيرها هو الخطوة الأولى في التشاركية نحو البحث التطبيقي وحماية الهوية، بهذه الخطوات تستكمل ورشات البحث في جامعة دمشق مسلطة الضوء على أهمية ربط المجتمع بالجامعة والهوية الثقافية أحد أهم المحاور البحثية التي وضعت على طاولات الحوار والنقاش وانطلاقاً من ضرورة حماية التراث والوقوف على حاجتنا للحرف اليدوية التراثية التقت الثورة أون لاين مع الدكتور محمد شعلان الطيار من قسم الآثار في جامعة دمشق الذي تحدث عن مشاركته في جلسات البحث العلمي حول قطاع الحرفيين ورعاية التراث المادي واللامادي الذي هو الأساس والغاية ربط الجامعة بالمجتمع ويتم تفعيل ذلك من خلال تسليط الضوء على الحرف الشعبية والتراث اليدوي كونها تؤول للانقراض بسبب عوامل عدة أهمها هجرة الحرفيين حيث تقدم لهم الكثير من الدول فرصاً للعمل فيها وهي بذلك تسيطر على الهوية السورية وتنسب تلك الحرف لها، وأضاف الطيار أن عدم نقل الحرفة من جيل إلى آخر وابتعادهم عنها وعدم الربط بين الجامعات والمجتمع له الدور السلبي ويساهم في اضمحلال وانقراض الحرف اليدوية.
وأكد طيار في معرض حديثه أن هؤلاء الحرفيين بحاجة إلى استقطاب وتشجيع ليكون لهم الدور الفعال من خلال تدريب وتأهيل طلاب جامعيين لتعلّم الحرف وهي عملية مهمة جداً وليس المقصود هنا كل الخريجين من كليات الآداب يجب أن يكونوا موظفين والسؤال لماذا لايكون لدينا حرفي مثقف ونحقق هذه الغاية من خلال ربط الجامعة بالمجتمع وتأهيل الطلاب ذوي الكفاءات الخاصة من خلال تدريبهم على الحرف لإحيائها من جديد والحفاظ على التراث السوري .
وبنفس الوقت نكون قد خلقنا فرص عمل للطالب يمكنه بيع منتجه عبر معارض دورية تُقام لهذا الهدف ويمتلك بذلك مورد رزق ونكون بذلك شجعنا الحرفي وألغينا فكرة تهميشه كما يظن الكثيرون وأوجدنا الحرفي المتعلم والمثقف وهي فرصة مهمة اليوم يجب أن نبرمجها في ندوات البحث العلمي في جامعة دمشق، لتسليط الضوء عليها من خلال وزارة الثقافة والجامعة ليكون لها الدور الأساس في إعادة إحياء الحرف التراثية التي شارفت على الانقراض.
وفي سؤالنا للدكتور الطيار عن إمكانية تفعيل رسائل الماجستير والدكتوراه المتعلقة بالحرف اليدوية وترجمتها على أرض الواقع أجاب أنه في حال وُجد من يتبنى هذه الأبحاث فهي خطوة إيجابية واليوم استحضار الحرفيين إلى أرض الجامعة يحتاج إلى جرأة لاستقدام وتشجيع وتأهيل الحرفي ومن الخطأ أن نعتقد من يحمل الشهادة الدراسية هو من يؤهل الحرفي لأن الحرفة والعمل الحرفي مهنة موروثة ومن الممكن أن يكون إلى جانب الدراسة العلمية الحرفي وهذا مايسمى الجانب المادي أو التدريبي وبالتالي تكافل الطرفين في الوقت ذاته المشاريع البحثية الجامعية يجب أن تعمم على الوزارات والمؤسسات فهناك مشاريع مهمة لا يمكن أن ندعها تموت في الأدراج.
وتابع الطيار لايمكن إغفال أن لكل بحث أهمية وعلاقة واضحة بوزارة أو مؤسسة يمكن الاستفادة منه خاصة مشاريع العمارة والترميم بدل أن تطوى وتغفل بعد مناقشتها فهي نتائج بحثية مهمة يجب تفعيلها والاستفادة منها لتحقيق الأهداف والغايات وحماية الهوية التراثية السورية بأيادٍ وخبرات وطنية.