الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لم يعد خافياً على أحد الجرائم التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في سورية والدعم غير المحدود الذي تتلقاه تلك التنظيمات من دول العدوان الغربية والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية, الراعي الأول والمباشر للإرهاب في العالم, والتي توفر بدورها كل أنواع الدعم والتدريب والتمويل والحماية لأدواتها ومرتزقتها الإرهابية المجرمة, لتنوب عنها في تنفيذ مخططاتها القذرة وأجنداتها الخبيثة في المنطقة, متجاهلة كل القوانين والأعراف الدولية التي تدين تلك الممارسات وتحرمها, طبعاً كل ذلك يتم وسط تعامي المجتمع الدولي ومنظماته التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان, الأمر الذي يضع مصداقية تلك الأطراف على المحك ويثير الشكوك مجددا حول الدور الحقيقي المناط بها.
الحرب الإرهابية التي شنت على سورية لم يشهد التاريخ مثيلا لها بقذارتها وبشاعتها, والجرائم التي تفننت التنظيمات الإرهابية في ارتكابها كثيرة وتفوق الوصف والخيال, ولكن على ما يبدو أنها لم تفرغ كل ما لديها, وأنه لا يزال في جعبتها المزيد من الجرائم والموبقات التي لم تقترفها بعد, فقد تم الكشف مؤخرا عن معلومات خطيرة تفيد بانتشار آفة المخدرات في مناطق سيطرة الإرهابيين في سورية, وأن التنظيمات الإرهابية عمدت إلى ترويج المواد المخدرة وتهريبها إلى مناطق أخرى بهدف الحصول على الأموال لاستخدامها في تمويل ودعم الإرهاب وشراء الأسلحة, الأمر الذي يثير المخاوف ويسلط الضوء على مشكلة في غاية الأهمية, وهي خطورة تفشي هذه الآفة التي تدمر حياة الإنسان والمجتمعات, والتي تكافحها كل دول العالم وتسعى للحد من انتشارها.
المعلومات تلك أكدتها سورية عبر سفيرها في روسيا رياض حداد خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الذي نظمته مؤخراً جامعة شوخوف التكنولوجية الحكومية في مدينة بيلغورود الروسية عبر تقنية “زوم”, تؤكد أن الجيش العربي السوري عثر على كميات كبيرة من المخدرات أثناء تحرير المناطق من الإرهاب.
بلا شك, تلك الأخبار والمعلومات الموثقة ليست مفاجئة أو مستغربة عن تلك التنظيمات الإرهابية والمجرمة أصلا, خاصة في ظل ما تتلقاه من دعم وحماية من دول ومنظمات باتت معروفة بحقدها وعدائها للشعب السوري الذي وقف صامداً في وجه إرهابها ومؤامراتها, وأفشل كل مخططاتها الاستعمارية البغيضة, والأدلة التي تدين تلك الدول كثيرة وبشكل خاص الولايات المتحدة التي تدعم الإرهابيين وتقوم بنقلهم من السجون التي أعدتها خصيصا لحمايتهم وتقوم بتدريبهم وتأهيلهم لإعادة تدويرهم واستخدامهم في تنفيذ مخططاتها في المنطقة.
ولكن يبدو أنها أحد الأساليب المبتكرة التي لجأت إليها منظومة العدوان لتنفيذ مخططاتها الخبيثة, وقامت بتنفيذها عبر أدواتها الإرهابية على الأرض بعد الهزيمة المذلة التي منيت بها في سورية, وهي بكل تأكيد إن دلت على شيء فإنما تدل على إفلاس وفشل تلك المنظومة, وما تكشف هو غيض من فيض, وهو بلا شك جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها تلك المجموعات المجرمة ومن يقف خلفها ويدعمها, وحتما هذا الموضوع هو برسم المؤسسات والهيئات الدولية ذات الصلة لكي تضطلع بمسؤولياتها وتتحرك بشكل عاجل للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وتمنع انتشارها.
ولطالما أكدت سورية وتؤكد دوما, أن مثل هذه الجرائم المكشوفة والمكررة لن تثنيها عن استمرار حربها في مكافحة الإرهاب, حتى تعيد الأمن والأمان لشعبها على كامل تراب الوطن.
