بعد توقف العمل بمحطة المعالجة… 42 قرية بحلب تروي مزروعاتها من مياه الصرف الصحي التي تصب في مجرى نهر قويق
الثورة أون لاين – تحقيق فؤاد العجيلي:
انتشار الزراعات على سرير نهر قويق من الجهة الجنوبية بعد محطة المعالجة يستدعي اهتماما أكبر من الجهات المعنية خاصة بعد أن تعرضت المحطة للتخريب بفعل العصابات الإرهابية المسلحة، حيث بات معظم المزارعين في القرى والتجمعات الواقعة على سرير النهر يعتمدون على المياه الواردة ضمن المجرى في سقاية مزروعاتهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه المياه صالحة للاستخدام الزراعي ؟
*تساؤلات للمواطنين..
التساؤل الذي يطرحه أهالي حلب: إلى متى ستبقى مياه الصرف في حلب والتي تستخدم في ري المزروعات بدون معالجة، وهل سيطول الانتظار لحين إنجاز محطة جديدة بكفاءة عالية، أم إنه يمكن أن تكون هنالك حلول اسعافية من شأنها الحفاظ على صحة الإنسان وسلامة البيئة.
المهندس الزراعي حسن شريدي رئيس نقابة عمال التنمية الزراعية بحلب وخلال حضوره دورة لتدريب المزارعين في محافظة حلب على كيفية الاستفادة من الري الحديث طرح تساؤلاً حول إمكانية تطبيق أنظمة الري الحديث على أراضي سرير نهر قويق وما هي المشاكل التي تواجه المياه في مجرى النهر ..
• التلوث يبدأ بعد المحطة
حول هذه النقطة قال شريدي : إن هذا النهر يخدم 42 قرية وتجمعاً من منطقة الشيخ سعيد وصولاً إلى جزرايا، مشيراً إلى أن المحطة قبل الحرب العدوانية على سورية، كانت بدائية تحلل المواد العضوية ولكنها لا تخلص المياه من البقايا السامة “رصاص – زرنيخ – مصارف الأدوية” لافتاً إلى أن التلوث بشكل واسع يقع بعد المحطة.
• لجان مع وقف التنفيذ
وأضاف رئيس النقابة أنه كان سابقاً توجد لجنة ري نهر قويق تتبع المجلس الزراعي الفرعي ولجنة أخرى تسمى لجنة إتلاف الخضار الممنوعة، وفي عام 2019 تم حل لجنة نهر قويق بحجة أنه لا يوجد لها مستند قانوني، وكانت هذه اللجنة منذ إحداثها عام 1983 تنظم عملية الري وتراسل الجهات المعنية لتعزيل مجرى النهر، وحاليا لا توجد أي جهة تتابع مجرى النهر، داعياً إلى ضرورة تشكيل لجنة ضمن مديرية الموارد المائية مهمتها “إدارة المياه المالحة”.
• محطة معالجة بحاجة لرفع كفاءتها ..
وفيما يتعلق بمحطة المعالجة ومدى كفاءتها أوضح المهندس محمد بها حاج حسين مدير عام الشركة العامة للصرف الصحي بحلب أن محطة المعالجة تقع جنوب مدينة حلب بجانب معمل الإسمنت الاميانتي في الشيخ سعيد، وقد تم البدء بتشغيلها بتاريخ 2/3/2002، حيث تقوم المحطة بمعالجة مياه الصرف الصحي لمدينة حلب والتي كانت تقدر بحوالي /500 / ألف م3 يومياً وبهدف تحسين كفاءة المحطة في حينه تعاقدت وزارة الموارد المائية عام 2010 مع شركة طوس آب الإيرانية وخضري للتعهدات لتقديم دراسة متكاملة لإعادة تأهيل وتوسيع المحطة بما يزيد كفاءة المعالجة، وبسبب الظروف التي مرت على البلاد عام 2012 قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بنهب وسرقة كافة تجهيزات المحطة وتعرضت للتخريب بشكل كامل.
• مياه بدون معالجة
وكشف مدير عام الشركة العامة للصرف الصحي أن هذه المياه أصبحت تجري على مجرى نهر قويق بدون معالجة وهي تستخدم في الزراعة على مسار النهر كون جميع المناطق على مسار النهر هي أراض زراعية.
وأضاف حاج حسين أنه بعد تحرير المنطقة من العصابات الإرهابية المسلحة بشكل كامل تم إقرار تنفيذ محطة معالجة حلب في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في مدينة حلب في تشرين الثاني عام 2018، وتم الإعلان عن دراسة وتنفيذ محطة معالجة لمدينة حلب وفق نظام معالجة حديث وتحقيق المواصفات القياسية السورية وقد تقدم /18/عارضاً وقد تم اختيار /9/عارضين، وقد فشل الإعلان للمرة الأولى وتم إعادة الإعلان وحالياً في مرحلة تقييم العروض المقدمة.