يدفع العديد من الآباء بأبنائهم في عطلة الصيف إلى سوق العمل ..إلى ميدان المهنة..تجدهم في المطاعم والمعامل وفي أعمال البناء،أيضاً في الشارع وراء بسطة، ويتنافس هؤلاء الآباء تفاخراً لانخراط أبنائهم في سوق العمل لأنهم يريدون أن يجعلوا منهم أشخاصاً قادرين على تحمل المسؤولية.
وما من سبب مقنع في إطار هذا القول لأنها مسؤولية ثقيلة تنوء بها أعمارهم وأجسادهم وخبرتهم المحدودة ولاسيما عندما يشتغل هؤلاء الصغار تحت ضغط الحاجة والعوز وفي ظل الانشغال الدائم للأهل عنهم دون إرشاد أو توعية أونصح أو متابعة حثيثة لأدق تفاصيل عملهم.
قد يمتلك بعض الأبناء في سن المراهقة دافعية لخوض تجربة العمل، وهنا لا بأس من تجاوب الأهل لهذه الرغبة ولكن تحت أعينهم وضمن ضوابط وشروط صحية تربوية وجسدية ونفسية ولفترة زمنية قصيرة،لأن تعدد المغريات حوله ونضجه المبكر وقدرته على الإنفاق على نفسه وشراء ما يتمناه إضافة إلى عوامل أخرى قد تؤدي إلى نفوره من المدرسة وتفكيره بترك التعليم.
أمام واقع صادم للعقل والقلب، حيث انتشار واسع لأطفال يعملون في عطلتهم الصيفية،هي حق لهم لممارسة هواياتهم ..ليلعبوا ..ليمرحوا وليفرغوا طاقاتهم السلبية،وأمام خسارة اجتماعية محزنة بادية للعيان وإساءة كبيرة للأطفال لابد من اهتمام رسمي وأهلي باتجاه حمايتهم وتأمين حقوقهم قبل فوات الأوان.
عين المجتمع – رويدة سليمان