شهد يوم أمس حراكاً في الحسكة استنكاراً لقطع قوات الاحتلال التركي المياه عن مليون مواطن سوري في المدينة وضواحيها، ترافق مع زيارة مديرة مكتب دمشق لمنظمة الصحة العالمية لتلك المدينة، إذ بحثت مع السيد المحافظ قطع العدو التركي المياه عن مليون مواطن سوري، وسط سعي لتأمين مياه الشرب عبر زيادة عدد الصهاريج التي تنقل المياه من محطة نفاشة في ريف الحسكة الشرقي بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر واليونيسيف والجمعيات الخيرية.
بيد أن هذه الجهود لاتوفر إلا النذر اليسير من الاحتياجات (٣٠٠٠م٣) في الْيَوْمَ، في حين أن الحسكة وضواحيها بحاجة الى ٨٠ألف م٣ في الْيَوْمَ من مياه الشرب، حسب رئيس لجنة نقل وتأمين مياه الشرب.
وكانت الحكومة قد شددت في الأسبوع الماضي على الإسراع في إنجاز ٤ محطات لتحلية المياه وحفر المزيد من الآبار، وستساعد منظمة الصحة العالمية في مجال التأكد من سلامة المياه التي يتم بها تعبئة خزانات المواطنين أو تلك المتوافرة في الشوارع.
وبهذا المعنى فإن المعاناة مع مياه الشرب في الحسكة ما تزال شديدة جداً بسبب إصرار أردوغان على شن حرب مياه ضد سورية، وكان السيد حسام الدين آلا مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قد أشار إلى هذه الحقيقة أمس أمام المشاركين في الدورة ٤٧ لحقوق الإنسان لافتاً إلى أن العدو التركي يحجب مياه نهر الفرات أيضاً عن سورية والعراق ولا يلتزم بالحصة المحدد في اتفاقيات سابقة (٥٠٠م٣/ثا )ما يحرم ملايين الناس من احتياجاتهم الغذائية والكهربائية، وقد وثق هذه الحقيقة منسق الامم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية في ١٧ حزيران الماضي.
إن تعطيل القوات التركية الأردوغانية لمحطة علوك التي تحتوي على ٣٠ بئراً لمياه الشرب، جريمة نكراء ضد الإنسانية جمعاء ما يستدعي تحركاً دولياً لوضع حد لهذه القرصنة التي تعد وصمة عار على جبين العالم.
وما من شك أن قطع المياه عن أهلنا في الحسكة، قضية وطنية كبرى. تتطلب حشد كل طاقات القطاعين العام والخاص والمجتمع الأهلي، لسد الفجوة وتأمين المزيد من المياه.
ونشيد في هذا السياق بكثير من المبادرات التي أنجزتها الجمعيات الخيرية وبعض الفعاليات الاقتصادية في الحسكة وعدد غير قليل من المغتربين، ونرى أن يضاعف المجتمع الأهلي جهوده في هذا المجال الحيوي المهم عبر توفير المزيد من الصهاريج والخزانات، إن ذلك لمهمة وطنية رفيعة المستوى لا يجوز تجاهلها أبداً.
أهلنا في الحسكة في هذا الحر الشديد يعانون العطش ونقص المياه وفِي الأجواء العادية .. الماء حياة.
أروقة محلية – ميشيل خياط