في الوقت الذي بدت فيه منظومة الحرب والإرهاب مفككة وعاجزة عن تغيير الواقع بمحدداته وحوامله التي باتت متجذرة بعيداً في عمق المشهد، بدا مسار “آستانا ” بجولته السادسة عشرة مضبوطاً بإيقاع النصر الذي فرض حضوره على الطاولة وداخل أروقة الاجتماعات التي لا تزال تعشش وتختبئ في زواياها الأوهام وشياطين الخراب والدمار!؟.
وبالقدر الذي كان ذلك “المسار” متخماً بالعراقيل والحفر والألغام السياسية التي زرعتها قوى العدوان والطغيان والتي كانت تستهدف سيادة الدولة السورية وكرامتها ووحدة شعبها وترابها، فإنه كان أيضاً مليئاً ومحملاً بطموحات السوريين الذين يراهنون على صمودهم وعزيمتهم وتضحياتهم، وكذلك على حلفائهم وشركائهم في التضحيات والانتصارات والحرب على الإرهاب من أجل فرض مطالب الشعب السوري السيادية والتي كانت ولا تزال خطاً أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه تحت أي ظرف من الظروف.
المؤكد أن دمشق وحلفاءها على أعتاب مرحلة جديدة من الانتصارات والإنجازات الكبرى التي سوف تراكم وتضاعف من خياراتهم وأوراقهم وقوتهم، وبالمقابل سوف تراكم وتضاعف من هزائم وإخفاقات أطراف الإرهاب، لا سيما بعد مرحلة كانت زاخرة بالإنجازات والانتصارات للدولة السورية وفي شتى الميادين، وهو الأمر الذي سوف يدفع معسكر العدوان والحرب إلى مزيد من الاستشراس والتصعيد الذي قد يسرع من هزيمتهم في الميدان.
الثابت أن الشعب السوري سيبقى متمسكاً بثوابته وخياراته، برغم كل سياسات التصعيد المستمرة والمتواصلة من قبل منظومة العدوان، وسيبقى مصراً على تحرير كل ذرة تراب من أرضه من كل الغزاة والمحتلين والإرهابيين على نحو يحاكي ويوازي انتصاراته وتضحيات أبنائه.
من نبض الحدث- فؤاد الوادي