لاشكّ أن الثقافة هي فعل حياة متوّج بسلوك حضاري ومعرفي، ومن هذا المنطلق كانت الثقافة ولا تزال محض اهتمام الكثير من المؤسسات الثقافية المؤمنة بأنها المركب الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والقيم والعادات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع.
هي الولادة الدائمة المستمرة التي لم ولن تتوقف أبداً، وهي التي ستمضي بنا إلى الغد الجديد الذي يعمل السوريون عليه.
عشر سنوات من الحرب العدوانية علينا كانت كفيلة لأن تثبت للعالم كله صدق وثبات الثقافة التي نعنيها، ثقافة الحياة والفعل، نرسخ الحياة بالعمل الدؤوب والنشاط المستمر.
(الثقافة هي الحاجة العليا للإنسان) على هذه المقولة الخالدة يتابع السوريون مسيرتهم بهذا الحراك الكبير والمهم لأن الشعب المؤمن بالثقافة هو شعب راقٍ، متطور، متفاعل، يسعى إلى مستقبل واعد ومشرق، وهكذا هم السوريون بحق.
ربما يسأل أحد ما.. ما الذي يدعونا للحديث عن الثقافة؟ الحديث عن الثقافة أمر مهم في مرحلة مفصلية يعيشها السوريون اليوم، فالأزمات التي نعاني منها تعزز الحاجة إلى الثقافة، والتذكير بما قدمته الدولة السورية في دعم الثقافة واجب علينا جميعاً.. فبعيداً عن الصروح الثقافية التي تخدم الحراك الثقافي على امتداد الجغرافية السورية، والمؤسسات التي تواظب وتدعم الثقافة والمثقفين، ما نراه من مشاريع واستراتيجيات ودعم للموسيقا والسينما والمسرح والكتاب هو أمر في غاية الأهمية، وساحات الوطن دليل على ذلك.
لسنا بأحسن الأحوال ولدينا الكثير من السلبيات والعثرات والمنغصات التي لم نحقق من خلالها حاجتنا العليا.. لكننا نقول إننا أبناء الحضارة والأبجدية الأولى، وإن رياح الحرب والغدر التي تهبّ علينا من كلّ حدب وصوب لم ولن توقف الشعب السوري عن استمرار مسيرته في العمل والبناء والعطاء.
البنية الأساسية للعمل الثقافي موجودة، ولكننا نحتاج إلى تطويرها أكثر فأكثر لأن طموحنا كبير بحجم تضحياتنا.. وهذا التفاعل الذي نشهده مع الحدث الثقافي يشير إلى إيجابية السوريين وقدرتهم على التأثير، ولذلك كله نقول إن الفعل الثقافي يكتسب قوته حين نصارع الجهل بالعلم والمعرفة والموسيقا.. ولنُذكّر دائماً وأبداً بمقولة السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم، وثقافتنا أقوى من إرهابهم.
رؤية -عمار النعمة