الثورة اون لاين – رفيق الكفيري:
دعت مديرية الثقافة في السويداء لحضور حفل توقيع كتاب / باريس عاصمة عربية / لمؤلفه الصحفي الفرنسي نيكولاس بو ، ترجمة ودراسة وتحليل الرحالة الكاتب عدنان عزام ، وذلك اليوم الأربعاء الساعة الثانية عشرة ظهرا في قصر الثقافة بمدينة السويداء ، وأشار عزام إلى أن من يقرأ هذا الكتاب الذي يقع في 125 صفحة من القطع الوسط جيدا ويتفحص ما بين سطوره فسيجد دون عناء أن محنتنا حيكت ونسجت في باريس ولندن قبل أعوام عديدة ، مشيرا إلى أن باريس أجهضت حلما عربيا بدأ عام 1826 عندما وصل الطالب رفاعة الطهطاوي مع أربعين طالبا من زملائه المصريين إلى جامعة السوربون ، لكن فرنسا لم تتعاون معهم ولا مع ملايين المهاجرين العرب الذين أحضرتهم عنوة ليساهموا بإعادة بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية ولم تسمح لهم بتشكيل منارة عربية أو / لوبي عربي / على ضفاف نهر السين بل أنتجت المجموعات الاسلاموية المتطرفة واستغلتها أبشع استغلال لتدمير الدول العربية التقدمية المتطلعة لاستكمال استقلالها ورفاهية شعوبها ـ ولفت عزام إلى أن كاتب هذا الكتاب نيكولا بو اثبت أن الوجود العربي في باريس فشل بخلق لوبي عربي يحسن صياغة العلاقات ويجيد لغة الحوار مع الغرب، ليس هذا فحسب بل بين لنا انه من بين سبعة ملايين مهاجر عربي في فرنسا خرجت أزلام وأدوات الربيع العربي الممولة بأموال النفط الخليجي ، وخرج الإسلام المتطرف الذي تم توليده وتبنيه في فرنسا لتفريخ آلاف / المجاهدين / الذين تم استخدامهم لتحطيم حلم باريس عاصمة عربية أو باريس عاصمة للثقافة العربية ، وأشار عزام إلى أن قراءة وفهم مدلولات هذا الكتاب وغيره من الكتب التي كتبتها وترجمتها ضروري لمعرفة العقل الغربي والتصدي لمشروعه الاستشراقي ، نعم وحده مشروع الاستغراب الذي أتشرف بالمساهمة برسم ملامحه قادر على مقارعة الاستشراق الهادف لإبقاء السيطرة علينا، وما أريد أن اركز عليه من خلال هذا الكتاب هو أن أوروبا ورغم كل التحديات التي تواجهها من قدوم الصين وروسيا وأمريكا اللاتينية وإيران والهند إلى مسرح المنافسة ما تزال تسيطر على العالم العربي ، وما تزال تشن علينا اخطر أنواع الحروب ، الحرب الناعمة والتي تتلخص بجذب شبابنا المتعلم إليها لرفد آلتها الاقتصادية وتحديث مجتمعاتها الهرمة.
(لإيغرن أحد عنوان الكتاب الذي يحمل دلالات عكسية تماما فباريس هي عاصمة للتآمر على الأمة العربية ولا علاقة لها بالعروبة بمعناها الإنساني لا هي ولا تلك التي تدور في فلكها.).