الثورة أون لاين – راغب العطيه:
تتجدد عزيمة السوريين على مواجهة المشروع الإرهابي الأميركي الصهيوني كل يوم بأشكال مختلفة، وهي لا تقف عند مواصلة الوقوف جنبا إلى جنب مع جيشهم العربي السوري البطل في التصدي للتنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في الغرب والشرق، ولا عند مواجهة إرهاب واشنطن الاقتصادي، بل إنها تتعدى كل ذلك لتتجسد بأشكال أخرى كان آخرها المشاركة الواسعة بالانتخابات الرئاسية 2021 مرتكزة على وحدة وطنية متجذرة في الحياة السياسية والاجتماعية السورية.
وشكلت الوحدة الوطنية على الدوام صمام الأمان والدرع الحصين لسورية والسوريين، لمواجهة كل المؤامرات التي حاول من خلالها الأعداء التغلغل إلى النسيج الاجتماعي السوري، بهدف بث بذور الفتنة بين صفوفه لضرب عرى الوحدة والتلاحم الوطني.
وتعد المرحلة الممتدة من عام 2011 إلى يومنا هذا الامتحان الأصعب الذي مر به السوريون، من حيث تحديد خياراتهم السياسية والوطنية وسط هجمة إرهابية لم يعرف التاريخ مثيلا لها، جندت لها تنظيمات إرهابية لا تنتمي للعصر، ودعمت بمال وسلاح وجيوش ومنابر سياسية وإعلامية ذات ثقل على الساحة الدولية، فكان الشعب السوري على قدر المسؤولية الوطنية والامتحان، فوقف وقفة الرجل الواحد مع جيشه البطل دفاعاً عن أرضهم وعرضه فتصدى للإرهابيين في كل مكان وطئته أقدامهم القذرة، فقدم قوافل الشهداء دفاعا عن الوطن، ناهيك عما لحق بمدن السوريين وبلداتهم وقراهم ومنازلهم من خراب وتدمير قام به الإرهابيون بشكل ممنهج خدمة للكيان الصهيوني المستفيد الأوحد من كل ما جرى ويجري في سورية.
وعلى امتداد السنوات العشر الماضية برهن الشعب السوري أنه لن يضل الطريق أبداً، وسيبقى كما كان دائما القدوة في بناء الحضارة والدفاع عن وحدته وكرامته وعروبته، فرفض بكل قوة التدخل الخارجي بشؤون سورية وصمد بوجه أبشع أنواع الإرهاب الاقتصادي والحصار الأميركي الأوروبي واللصوصية التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركية والتركية وأتباعهما الإرهابيين جهاراً نهاراً للنفط السوري وللمحاصيل الزراعية وحتى الممتلكات الخاصة للعوائل السورية ، لم تسلم هي الأخرى من النهب والسلب.
وبالتوازي مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري كل يوم على التنظيمات الإرهابية في الميدان، يوصل شعبنا السوري العظيم مسيرته في الحرب والسياسة وكذلك في البناء والإعمار، متمسكا بالثوابت الوطنية والقومية التي ميّزته عن كل شعوب المنطقة، وشكل صوته وكلمته اللتين أطلقهما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 20 و26 أيار الماضي وقبلهما وبعدهما الدليل القاطع الذي يؤكد أن السوريين هم الذين يرسمون مستقبل بلادهم بأيديهم، ولن يقبلوا بتدخلات الآخرين تحت أي ظرف كان، وان انتخابهم للسيد الرئيس بشار الأسد رئيساً وقائداً للمرحلة المقبلة، هو استكمال لمعركتهم ضد الإرهاب وبداية لمرحلة العمل والبناء وإعادة الإعمار، وعودة من هجرهم الإرهاب إلى وطنهم معززين مكرمين.
