الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
اتهمت الحكومة الصينية الولايات المتحدة بالمغامرة العسكرية في أفغانستان، محذرة واشنطن من أنها تتحمل المسؤولية عن النهاية المأساوية لحربها على هذه البلاد والتي استمرت عقدين من الزمن، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي هذا الشهر في منتدى في بكين: “يجب على الولايات المتحدة، التي صنعت المأساة الأفغانية، أن تتصرف بمسؤولية لضمان انتقال سلس في أفغانستان.. لا ينبغي أن ينقل العبء ببساطة إلى الآخرين وتسليم البلاد للإرهابيين من جماعة طالبان”.
لقد انسحبت واشنطن من كابول بعد أن نشرت الفوضى وتركت الحكومة الأفغانية في وضع يرثى له، وأوضحت تصريحات كبار المسؤولين الصينيين أنهم يلقون باللوم على الولايات المتحدة في حالة انعدام الأمن في أفغانستان.
وأثار الزعيم الصيني شي جين بينغ المخاوف بشأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان واعتبر أنه قام بإحلال الفوضى والإرهاب في أفغانستان كبديل عن القوات الأمريكية مستشهداً بالوضع الأمني المعقد والخطير هناك، حيث أدى انفجار وتحطم سيارة إلى مقتل تسعة عمال صينيين الأسبوع الماضي، وهو ما زاد مخاوف الصين من عدم الاستقرار الإقليمي في أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي النهائي من البلاد وانتشار الفوضى في جميع أنحائها.
وسارعت الصين إلى وصف الانفجار بأنه عمل إرهابي، حيث وجدت الصين نفسها في السابق هدفًا لتهديدات غايتها الحد من تقدمها الاقتصادي، وإن المحققين عثروا على آثار متفجرات كانت في الحافلة التي تقل العمال الصينيين.
وقال بارنيت روبين المسؤول السابق في وزارة الخارجية ومستشار الأمم المتحدة لشؤون أفغانستان، وهو مستشار بارز في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك: “إنهم بالتأكيد يشعرون بالتوتر”.
فمع وجود وحدة عسكرية أميركية متبقية فقط لحماية السفارة الأمريكية في كابول، عمدت “طالبان” بشكل مطرد إلى توسيع سيطرتها في البلاد وسط انهيار القوات الحكومية الأفغانية أو تراجعها هذا الشهر، واستولت قوات “طالبان” على بدخشان، المقاطعة التي تصل الحدود الجبلية الأفغانية مع الصين عبر ممر واخان في حين أن هذه المنطقة الضيقة لا تشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا يذكر، ولكن الصين تخشى من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بعد تقدم “طالبان” وقد يمتد إلى دول مجاورة أخرى، بما في ذلك طاجيكستان وكازاخستان وباكستان.
وقال لي وي، المحلل في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، وهي منظمة بحثية في بكين : “لا نريد أن نرى بلدًا مضطربًا من حولنا يصبح أرضًا للأنشطة الإرهابية، تماماً كما حدث في انفجار السيارة التي تقل عمالا صينيين، وقال مسؤولون إن الحادث أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل بينهم تسعة صينيين. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن جماعة الأويغور بقيت على صلة بالقاعدة ونظمت هجمات على أهداف داخل الصين وخارجها، بما في ذلك هجمات في شينجيانغ وأسفرت عن مقتل 140 شخصًا في عام 1998.
وقال ليو يون فنغ مدير مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الأمن العام، هذا الأسبوع في مؤتمر صحفي: بينما لم يكن هناك هجوم إرهابي كبير في الصين في السنوات الأربع الماضية، استمرت حركة تركستان في الترويج للإرهاب من الخارج وتدريب المقاتلين “للتسلل إلى أراضينا”.
وقال بحسب نص نشرته الوزارة : “ما زلنا بحاجة إلى التحلي بدرجة عالية من اليقظة”، وحاول ممثلو “طالبان” تهدئة الصين، قائلين إن استعادة “طالبان” لسيطرتها في أفغانستان لن تشكل أي خطر على دول الجوار .
يذكر أن الصين واجهت تهديدات إرهابية في عام 2018، عندما اقتحم ثلاثة مهاجمين انتحاريين القنصلية الصينية في كراتشي، مما أسفر عن مقتل ضابطي شرطة واثنين من المدنيين قبل أن يقتلوا أنفسهم، المجموعة التي أعلنت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، جيش تحرير بلوشستان، وهاجمت فندقًا فخمًا في جوادر بعد عام، قائلة إنها تستهدف ضيوفًا صينيين.
في أيار أيضاً من نفس العام، هاجمت مجموعة مختلفة فندقًا في كويتا، عاصمة مقاطعة بلوشستان، قبل لحظات فقط من الموعد المقرر لوصول السفير الصيني.
بقلم: ستيفن لي مايرز
المصدر: نيويورك تايمز
