حين يرتبط العمل بالبدايات يكون له مفهوم مختلف كلياً، عن سيرورته الاعتيادية، اليوم … ونحن ندخل مرحلة جديدة، مصائر البشر فيها المفصل الرئيسي، باعتبارهم خاضوا صعاباً، لم يتوقعوا يوماً أنهم سيمرون بها…
هل هناك مقياس يمكن أن نتشبث به ونحن نعيش في عصرنا الحديث، فلسفة عمل تقوم على (عدد ساعات أقل مع رفع مستو ى المعيشة..) وربما ينفع هنا مصطلح (العمل الذكي) …
بحيث بات بإمكاننا اعتبار أن العمل ليس بحدّ ذاته هو الهدف، بل القيم والمعنى والإنجاز، التي يخلقها ليس بانعكاسه على الأفراد فقط، بل وعلى حياة ومعيشة الجموع، بما يخدم البيئة التي ننتمي إليها…
.اذا حاولنا إسقاط هذه الحالة على واقعنا…؟
نرى مع تخلخل قيم العمل، وتغير الكثير من المفاهيم الاجتماعية ، نعيش حالة من التقنع خلف وهم العمل، تتجسد في التشبث بالكثير من الأفكار التي تهتم بالحالة الشكلانية ، دون القدرة على الوصول إلى العمق الحقيقي لمعنى وقيمة العمل الفعلية بما يخدم مجتمعاً عانى طويلاً من حرب طويلة، طالت مختلف مفاصل بنيته سواء الإدارية أو الفكرية او المادية…
ورغم كلّ ما قد نتلمسه في واقع يحتاج إلى غربلة قبل الوصول إلى حالة مرضية، إلا أن العمل بكلّ مستويات حضوره… هو الركيزة التي تعطي المعنى والجوهر لحياتنا… ليس أصعب من أن تجد ذاتك فاقداً للجدوى في حياتك، من دون عمل يسندك طيلة الوقت…
رؤية – سعاد زاهر